القُرَّاءُ: ﴿أن يصَّالحا بينَهما صُلْحاً﴾ [النساء: ١٢٨][خ¦٥٢٠٦] وقيل: معنى أصدْتُ: أثرتُ الصَّيدَ، يقال هذا بتخفيفِ الصَّادِ، ومثلُه قوله في الحديثِ:«أشَرْتُم أو أعَنتُم أَو أصَدْتُم؟» بالتَّخفيفِ، كذا ضبطناه بتخفيفِ الصَّادِ على أبي بحرٍ، وهو الوجهُ بدليلِ ما معَه من الألفاظِ، وعندَ غيرِه: بالتَّشديدِ، قال داود الأصبَهانيُّ: الصَّيدُ ما كان ممتنعاً لا مالَكَ له حلالٌ أكلُه، يريدُ الصَّيدَ الشَّرعيَّ.
١٥٣١ - (ص ي ر) قوله: «من صِيْرِ البابِ» وفي بعضِها: «من صائرِ البابِ»[خ¦١٢٩٩] وهو شَقُّه، وقد جاءَ مفسَّراً في الحديثِ.
١٥٣٢ - (ص ي ف) قوله: «تكفيكَ آيَةُ الصَّيفِ» تفسيرُه في الحديثِ: التي أُنزِلَتْ في الصَّيفِ؛ أي: في زمنِه وحينِه.
وقوله في (بابِ الخوفِ من الله): «فذُرُّوني في يومٍ صائفٍ»[خ¦٦٤٨٠] كذا لكافَّتِهم هنا في حديثِ ابنِ أبي شيبةَ، ورواه بعضُهم:«في يومٍ عاصِفٍ»[خ¦٣٤٧٨] وهو المعروفُ الصَّحيحُ الذي جاءَ في غيرِ هذه الرِّوايةِ في جميعِها.
[فصل في الاختلاف والوهم]
في حديثِ شعبةَ في صيدِ المُحرمِ:«هل أعَنتُم أو أصَدتُم؟» كذا قيَّدناه عن الأسديِّ: بتخفيفِ الصَّادِ، وهو صوابُ الكلامِ؛ أي: أمرتُم مَنْ يصيدُ لكم، أو أعنتُم على صيدِه، ورواه غيرُه من شيوخِنا:«أو صِدتُم»، وبعضُهم:«أو أصَّدتُم» مشدَّدُ الصَّاد، وليس هو وجهَ الحديثِ؛ لأنَّه إنَّما سألَه المُحْرِمون عمَّا صادَ لهم غيرُهم، لا عمَّا صادُوه، وقد يكونُ معنى قوله:«أو أصَدْتُم» أي: أثرتُموه.
مشكل الأسماء والكنى في هذا الحرف
(مُسْلِم بن صُبَيحٍ) بضمِّ الصَّادِ وفتحِ الباءِ أبو الضُّحى، وليسَ فيها: بفتحِ الصَّادِ وكسرِ الباءِ، إلَّا أنَّ العُذريَّ والسِّجزيَّ قد قالا هذا في مسلمِ بن صُبَيحٍ فرُوِيَ عنهما: بفتحِ الصَّادِ وكسرِ الباءِ في (باب: ما يقطعُ الصَّلاةَ)؟ وهو وهمٌ، وما عندَ غيرِهما الصَّوابُ، وهو الذي قيَّدَ الحفَّاظُ وأئمَّةُ هذه الصَّنعةِ.
و (عبدُ الله بنُ صَباحٍ) ويقال: (الصَّبَّاحُ) بباءٍ بواحدةٍ، وكذلك هذا الاسمُ حيثُ وقع فيها ليس ثَمَّ ما يخالفُه.
و (أبو الصِّدِّيقِ) هو النَّاجي: بكسرِ الصَّادِ مثل: أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وسُمِّيَ أبو بكرٍ بذلك مبالغةً من الصِّدقِ والتَّصديقِ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ [الزمر: ٣٣].