للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُتلَوث بالمَدَرِ.

فصل في (ذي) و (ذا) و (ذيت) و (ذات) و (ذه) و (ذاك)

٧٩٣ - وقول البخاريِّ: «بابُ: ما جاء في الذَّات» [خ¦٩٧/ ١٤ - ١٠٩٤٠]، وفي الحديثِ: «ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ» [خ¦٥٧٦٣]، و «يُصلِحوا ذاتَ بينِهم»، فـ: «ذاتُ» الشَّيءِ نفسُه وهو راجع إلى ما تقدَّم؛ أي: الذي هو كذا، «ذا»: لمن تُشِير إليه و «ذي»: للمُؤنَّثِ، و «ذاك»: إذا أدْخلت كاف الخطاب، فإنَّما هو إشارة إلى إثبات حَقِيقَة المُشارِ إليه نفسِهِ.

وقدِ استعمَل الفُقهَاءُ والمُتكلِّمون الذَّات بالألف واللَّام، وغلَّطهم في ذلك أكثرُ النُّحاة، وقالوا: لا يجوز أن تدخُل على ذي الألف واللَّام؛ لأنَّها من المُبهَمات، وأجاز بعضُ النُّحاة قولهم: الذَّات، وأنها كِنايةٌ عن النَّفسِ وحَقيقةِ الشَّيءِ، أو عن الخُلقِ والصِّفات، وقد ذكَرنا قولهم: الذَّوِين، وجاء في الشِّعرِ، وأنه شَاذٌّ.

وأمَّا استعمال البُخاريِّ لها فعلى ما تقدَّم من التَّفسيرِ؛ من أنَّ المُرادَ بها الشَّيءُ نفسُه، على ما استَعمَله المُتكلِّمون في حقِّ الله تعالى، ألا تراه كيف قال: (ما جاء في الذَّات والنُّعوت) [خ¦٩٧/ ١٤ - ١٠٩٤٠] يريد الصِّفات، ففرَّق في العِبارَة بينهما على طَرِيقة المُتكلِّمين.

وأمَّا قولُه في الحديثِ: (ذاتَ لَيلةٍ وذاتَ يَومٍ) [خ¦٥٧٦٣] فقدِ استعمَلتِ العربُ ذلك بالتَّاء وبغير تاءٍ، قالوا: ذا يوم وذا ليلة، وذاتَ يومٍ وذاتَ ليلة، وهو كِنايَة عن يَومٍ ولَيلةٍ، كأنَّه قال: رأيته وقتاً أو زماناً الذي هو يومٌ أو ليلة، وأمَّا على التَّأنيثِ فكأنَّه قال: رأيته مدَّة التي هي يومٌ أو ليلة أو نحوها، فقال أبو حاتم: كأنَّهم أضمَروا مُؤنثاً، وكذلك قولهم: قليلُ ذاتِ اليد؛ أي: النَّفقَةِ أو الدَّنانيرِ أو الدَّراهمِ التي هي ذات اليد، أي: في ملك اليد.

ومنه قوله: «وأَحْناه … على زوجٍ في ذاتِ يَدِه» [خ¦٣٤٣٤] أي: فيما بيَدِه، وهي هنا مُضافَة على ما تقدَّم، و «ذات بينهم» من هذا؛ أي: الذي هو وَصْلُهم وأُلفتُهم، والبينُ الوَصْلُ والأُلفَة.

وقوله: «وذلِكَ في ذَاتِ الإلَه» [خ¦٣٠٤٥] كما تقول: لِوَجه الله، أو في الله لا لِغرَضٍ من الأغراض إلَّا لحقِّه وعِبادَتِه.

وقوله: «كان من أمْرِه ذَيت وذَيت» بفتح الذَّال مثل كذا وكذا، عِبارَة عن أمرٍ مُبهمٍ.

وقوله: «إنَّ نبيّاً كان يخطُّ فمَن وافَق خطَّه فذاك» قيل: معناه؛ أصاب، وقيل: معناه؛ أي: فذاك ما كنتم ترون من إصَابَتِهم؛ لا أنَّه يريد إباحة الخطِّ على ما تأوَّله بعضُهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>