وقوله:«فَشنَقَ للقَصْواءِ»، و «شَنَقَ لهَا» يقال: شنَقْت النَّاقة وأشنَقتُها إذا كفَفْتها وعطَفْت رأسَها بالزِّمامِ حتَّى يقارب قفاها قادمة الرَّحل.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حَديثِ بَولِ الأعرَابي:«فَشَنَّهُ عَليهِ» يعني الماءَ، كذا لكافَّتهم، وعند الطَّبريِّ:«فسنَّه» بالمُهملةِ، وهما بمعنًى متقارب، وقيل: بمعنَى الصَّبِّ معاً، وقد ذكَرْناه في حَرفِ السِّين.
الشِّين مع العَين
٢٢١٢ - (ش ع ب) قوله: «إذَا جَلسَ بينَ شُعَبها الأَربعِ»[خ¦٢٩١] يعني المَرأةَ، قيل: ما بين يدَيها ورجلَيها، وقيل: ما بين رجلَيها وشُفْرَيها، والشَّعبُ: النَّواحي، وجاء في كتاب مُسلمٍ في حديث زُهيرٍ وأبي غسَّان:«بين أَشعُبِها الأَربعِ».
وقوله:«حتَّى إذا كان في الشِّعبِ»[خ¦١٣٩] بالكَسرِ هو ما انفرَج بين الجبلَين، ومنه:«يَتبعُ شعب الجِبَالِ» على رواية من روَاه كذلك، وهي فجُوجُها وما انفرَج منها، وقد ذكَرْناه في حَرفِ السِّين والاختلاف فيه، ومنه في الحَديثِ الآخَرِ:«في شِعبٍ منَ الشِّعابِ يَعبدُ رَبَّهُ»[خ¦٦٤٩٤]، وقوله:«ولو سَلَكتِ الأَنصارُ وَادِياً أَو شِعباً»[خ¦٣٧٧٨] منه، وقال يعقوبُ: الشِّعبُ: الطَّريقُ في الجبَلِ.
قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣]، وقال صاحبُ «العين» ويعقوبُ: الشَّعبُ: القبيلةُ العظيمةُ، قال ابنُ دُريدٍ: هو الحيُّ العَظيمُ نحو حِمْيَر وقُضاعة وجُرهم، وقال صاحبُ «العين»: والقَبِيلةُ دونها، وهذا قولُ ابنِ الكَلبيّ، وقال الزُّبيرُ: القبائلُ ثمَّ الشُّعوبُ، قال غيرُه: هو الحيُّ العظيمُ يتشعبُ من القَبيلةِ، وقد ذكَرْنا من هذا في حَرفِ الباء والطَّاء وبأوْسَع من هذا شيئاً.
وقوله:«اتَّخذَ مَكانَ الشَّعبِ سِلسِلَةً»[خ¦٣١٠٩] هذا بالفَتحِ هو الصَّدعُ في الشَّيءِ، يقال: شعبت الشَّيء شعباً لَأمْتُه وشَعبتَه أيضاً إذا فرقتَه مُخفَّفاً، قال الهرويُّ: هو من الأضدادِ، وقال ابنُ دُريدٍ: ليس من الأضدادِ، ولكنَّها لُغَة لقَومٍ.
وقوله:«المُتشبِّع بما لم يُعطَ» ذكَرْناه في حَرفِ الزَّاي.