عذابٍ، وقيل: الويلُ كلِمةُ رَدعٍ، وقد تكون بمعنَى الإغراءِ بما امتنَع من فِعْلِه، وقيل: الويلُ: الحزنُ، وقيل: الويلُ: المَشقَّة من العَذابِ، والوَيلةُ مِثلُه، ومنه: يا وَيلَتنا، ويا وَيلَتي لغَتانِ، وقال الفرَّاء: الأصلُ وَيْ؛ أي: حزنٌ، وَيْ لفُلانٍ؛ أي: حزنٌ له، فوصَلته العربُ باللَّامِ، وقدَّروها منه فأعرَبُوها، وقال الخليلُ: وَيْ كلِمةُ تعجُّبٍ، وقال الخُشنيُّ:«ويلُ أمِّه» كلمةٌ تتعجَّب بها العربُ ولا يرِيدُون بها الذَّمَّ.
٢٤٤٠ - (و ي ك) وأمَّا قولهم: (وَيكَأَنَّ كذا)، ومنه قوله تعالى: ﴿وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [القصص: ٨٢] فقيل: مَعنَاه ألم تَرَ، وقال سِيبُويه: وَيْ مَفصُولَة مِن كَأنَّ، وذهَب إلى أنَّها تَنبِيهٌ، ومعناه عنده: أما ينبه أن يكون كذا، وقيل: وَيْ كلِمةٌ يقولها المُتندِّم المُتعظِّم للشَّيءِ والمُنكِر له.
الوَاو المُفرَدة
٢٤٤١ - قوله:«سُبْحانَكَ اللهمَّ وبحَمدِكَ» قال المازنيُّ: معناه وبحَمدِك سبَّحتُك، وقال ثَعلبٌ: معناه سبَّحتُك بحَمدِك، كأنَّه جعَل الواو صِلَة، وقد فسَّرنا معنى «سُبحانَك».
وقوله:«ربَّنا ولكَ الحمدُ»[خ¦٦٨٩]، وفي بَعضِ الأحاديثِ:«لكَ الحَمدُ»[خ¦٧٢٢] بغير واو، وكذا روَاه يحيَى في «الموطَّأ»، وعند ابنِ وضَّاحٍ:«ولك الحَمدُ»، واختلَفَت فيه الآثارُ والرِّواياتُ في «الصَّحيحَين»، وكِلاهُما صحيحٌ، فعلى حَذفِ الواو يكون اعتِرافاً بالحَمدِ مجرَّداً، ويُوافِق قول من جعَل «سمِع الله لمن حمِدَه» خبراً، وبإثبات الواو يجمَع معنيَين: الدُّعاء والاعتِراف؛ أي: ربَّنا استَجِب لنا، ولك الحمدُ على هِدايَتِنا لهذا، ويُوافِق مَن فسَّر «سمِع الله لمن حمِدَه» بمعنَى: الدُّعاءِ.
فصلٌ منه
قد قدَّمنا في حَرفِ الهَمزةِ فَصلاً في (أوْ) السَّاكِنة و (أوَ) المَفتُوحة أو (و) كذا العَاطِفة، وضَبْطِ ما وقَع من ذلك، ممَّا أشْكِل أو اختُلِف في الأحَاديثِ.
وقد جاءَت (الواو) أيضاً في كثيرٍ من الأسانيدِ مُختلفاً فيها بين أن تكون عاطِفَة مثل فلان وفلان، أو تكون بدلها عن مثل فلان عن فلان، ذكَرْنا منه فَصلاً في حَرفِ العين، ومضَى من ذلكَ كلّه ما أزاح الإشْكَال في مَواضِعه، ويُبيِّن الصَّواب من روَايتِه، وقد جاءَت أيضاً واوَاتٌ في ألفَاظٍ من الحَديثِ أثبَتَها بعضُهم، وأسقَطَها آخرُون، وحملَها بعضُهم على الوَهمِ،