٣٧٠ - (ج م ر) وقوله: «مَن استَجْمَر فلْيُوتِر»[خ¦١٦١] وذِكْرُ «الاستجمارِ»[خ¦٤/ ٢٦ - ٢٨٥] وهو التَّمسُّحُ بالأحْجار عند الحاجَة -مأخوذٌ من الجِمار التي يُتَمَسَّح بها- وهي الحِجارةُ الصِّغار، ومنه جِمَارُ مكَّة التي يُرمَى بها، وذِكْر «الجَمرتَين»[خ¦٢٥/ ١٤٠ - ٢٧٤٥] موضِعُ الرَّميِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّه يُطَيِّب الرِّيح كما يُطَيِّبه الاستجمارُ الذي هو البَخُور، وقد قيل في قوله:«من استجْمَر فلْيُوتِر» أنَّه البَخُور، مأخوذٌ من الجَمر الذي يُوقَد ويُتبخَّرُ بالبَخُور به، وأمَّا قوله:«استجَمرَ بأَلُوَّةٍ» فهو هنا البَخُور لا غيرُ، ومنه في الحديث الآخَر لأسماء:«جمِّروا ثيابي» أي: بخِّروها، ومنه:«مَجامِرُهم الأَلُوَّةُ»[خ¦٣٢٤٥] أي: بَخورُهم العودُ الهنديُّ، ويكون جمعُ: مَجْمر؛ للآلة التي يُتَبخَّر بها، فسُمِّي بها البَخُور.
وفي الحديث:«أُتيَ بِجُمَّار»[خ¦٧٢] مضمومُ الجيم مشدَّدُ الميم: هو رَخْصُ طَلعِ النَّخل وما يُؤكَل من قلْبِه، ومنه في الحديث الآخَر في تفسيرِ «الكَثَر» وهو الجُمَّار.
٣٧١ - (ج م ز) وقوله في المرجوم: «جمَزَ»[خ¦٥٢٧٠] بالزَّاي؛ أي: عدا ووَثَب وأسرَع، وليس بالشَّديدِ من العَدْوِ، ويُقال: أجمَز أيضاً.
٣٧٢ - (ج م ل) قوله في اليهود: «فَجَمَلُوها»[خ¦٢٢٢٣] وفي حديث آخر: «فأَجْمَلُوها» يعني الشُّحومَ؛ أي: أذابوها، وكذلك «يجْمُلون منها الوَدَكَ» بضمِّ الياء وفتحِها؛ أي: يُذيبونه، يُقال فيه: جمَّل وأجْمَل.
وفيها ذِكْر: الجَمالِ والجَميلِ، والتَّجَمُّلِ في الثِّياب، والتَّجمُّلِ في الحال، فالجَمال الحُسْنُ، والجَميل الحَسَنُ الصُّورة، قال الحربيُّ: كان أبيضَ أو آدمَ، قال: والصَّبيحُ الأبيضُ وإن لم يكُن جميلَ الصُّورة.
وفي قوله:«إنَّ الله جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ» قيل: معناه مُجملٌ مُحسنٌ، وقيل: معناه ذُو النُّور والبَهجَة؛ أي: خالقُهما وربُّهما، والتَّجمُّل التَّزَيُّن وإظهارُ الزِّينة، والتَّجمُّل: إظهارُ الجَميل والتَّودُّد، وإظهارُ الجمال في الحال.