٥٣٠ - (ح ف ن) قوله: «لتَحفِنْ على رأسِها ثلاثَ حَفَناتٍ»، و «حَفَنَ له ثلاثَ حَفَناتٍ» هو أخذُ مِلْءِ اليدين من الماء وغيرِه، ومثلُه: حَثَا وحثَن، وقد ذكَرناه قبلُ، وفي حديثِ زمزمَ في كتابِ الأنبياء:«فجَعلَتْ تَحفِنُ من الماءِ» مثلُه، كما قال في الرِّواية الأخرى:«تَغرِفُ»[خ¦٣٣٦٤] كذا رواه بالنُّون الأَصيليُّ، ولسائرِ الرُّواة:«تَحفِرُ»[خ¦٣٣٦٥] بالرَّاء، والأوَّلُ الصَّوابُ.
٥٣١ - (ح ف ف) قوله: «وحَفُّوا دُونَها بالسِّلاحِ»[خ¦٣٩١١]، و «يَحُفُّونَهم بأَجنِحتِها»[خ¦٦٤٠٨]، و «حفَّت بهم الملائكةُ» كلُّه بمعنَى أحْدَقوا بهم وصاروا في أحِفَّتِهم؛ أي: جوانبِهم، ومنه في الحديث الآخَر:«حَافَةِ الطَّريقِ»[خ¦٤٥٨] أي: جانِبها، ومنه:«حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارِه».
وقوله:«في مِحَفَّتِها» هي شِبهُ الهودج، إلَّا أنَّه لا قبَّةَ عليها.
٥٣٢ - (ح ف ش) قوله: «هلَّا جلَس في حِفْشِ أمِّه» بكسرِ الحاء، و «خِباءٌ في المسجدِ أو حِفْشٌ»[خ¦٤٣٩] قال أبو عُبَيد: الحِفشُ: الدُّرْجُ، وجمعُه أحفاشٌ، شُبِّه بيتُ أمِّه في صِغَره به، وقال الشَّافعيُّ: البيتُ القريبُ السَّمْك، وقال مالك: البيتُ الصَّغير الخرِبُ، وقيل: الحِفشُ مثلُ القُفَّةِ وشِبهها تُصنَع من خُوصٍ، تَجمَع فيها المرأةُ غزلَها وسَقَطها كالدُّرْج، شُبِّه البيتُ الحقيرُ به، ومثلُه في حديث المعتدَّة:«فدخَلتْ حِفْشاً لها» سُمِّي بهذا كلِّه لضِيقه وصِغَره.
وقوله:«أحفَى شاربَه»[خ¦٧٧/ ٦٣ - ٨٧٧٤]، و «أَمرَ بإحْفاءِ الشَّواربِ»، و «أَحفُوا الشَّواربَ»[خ¦٥٨٩٢] رباعيٌّ، يُقال فيه: أحفَيتُ، وحكَى الأنباريُّ: حفَوتُ، ثلاثيٌّ، وهو جزُّ شَعَره واستِقصاؤُه، وقد رُوِي:«جُزُّوا»، وقد ذكَرناه في باب الجيم.
وفي حديث الحَجَر:«كان النَّبي ﷺ بك حَفيّاً» أي: بارّاً وَصولاً، يُقال: أحفَى به، وتحفَّى به، وحفِيَ به، أي: بالَغ في برِّه.
وقوله:«لَأَستَحْفِيَنَّ عن ذلك» أي: لأُكثِرنَّ السُّؤال عنه، يُقال: أحفَى في السُّؤال والاعتِناء؛ أي: استَقصَى وبالَغ في ذلك.