للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والْتَفَّ، وقال غيرُه: إذ كان الكِساء ذا عَلمَين فهو الخَمِيصَة، فإن لم يكن له عَلَم فهو الأنْبِجانِية، وقال الدَّاوديُّ: هو كِساءٌ غَلِيظٌ بين الكِساء والعَباء، وقال ابنُ قُتَيبةَ: وذُكِر عن الأصْمعيِّ إنَّما هو مَنبِجاني مَنسُوب إلى مَنبِج، ولا يقال: أنبجاني، وفُتِحت الباء في النَّسب، أخرَجُوه مخرَج مَنظَراني ومَخبَراني، قالوا: وهي أكسِيَة تُصنَع بحَلَب، فتُحمَل إلى جِسْر مَنْبِج.

قال الباجيُّ: وما قاله ثَعلَب أظهَر؛ لأنَّ النَّسبَ إلى مَنْبِج مَنْبِجيٌّ.

قال القاضي : النَّسبُ مَسمُوعٌ فيه تَغيِيرُ البِناءِ كثيرًا، فلا يُنكَر ما قاله أئمَّة هذا الشَّأنِ، لكن هذا الحديثَ المُتفَق على نَقلِ هذه اللَّفظة بالهَمزِ فيه يُصحِّحُ ما أنكَرُوه.

٦٧ - (أ ن ت) قوله في الخبَر في قَولِ إبلِيسَ لرَسُوله: «نِعْمَ أنتَ» قيل: هو من المَحذُوف المُوجَز الَّذي يدُل عليه الكَلامُ؛ أي: أنت الَّذي جِئْت بالطَّامة، وقد يكون معناه: «نِعْمَ أنتَ» الَّذي أغنَيتَ عنِّي وفعَلتَ رَغبَتي، أو أنت الحظيُّ عندي المُقدَّم المُعوَّل عليه من رُسُلي وخلائفي والمَحمُود، أو أنت الشَّهمُ والجذلُ، وشِبهُ هذا، ويدُل عليه قولُه آخِرَ الحَديثِ: «فيُدنِيه إليه فيَلتَزِمُه».

وقوله: «أنتَ مَن يَشهَدُ معَكَ» [خ¦٦٩٠٨] نذكُرُه بعدُ في فَصلِ الخِلافِ كذلك.

٦٨ - (أ ن ث) قوله في الزَّوجين: «آنَثَا بإذْنِ الله» بمَدِّ الهَمزةِ؛ أي: أنْسَلا أُنثَى، وكذلك في الحَديثِ الآخَرِ: «أَذْكَرَ وآنَثَ» مِثلُه؛ أي: جاء بذَكرٍ أو أُنثَى.

٦٩ - (أ ن ن) قوله: «يئِنُّ أنِينَ الصَّبِي» [خ¦٢٠٩٥] أي: يُصوِّت صَوتًا ضَعيفًا مِثلَ صَوتِه، الأنينُ الصَّوتُ كصَوتِ الصَّبيِّ والمَريضِ.

وقوله: «وأنَّى بأَرضِكَ السَّلامُ» [خ¦١٢٢] أي: مِن أينَ بأرْضِكَ السَّلامُ، ومِثلُه قولُه في التَّسلِيمَتين في الصَّلاة: «أنَّى عَلِقَها» أي: مِن أينَ أخذَها.

«وأنَّى» تأتي بمعنَى «أين»، وبمعنَى «كيف»، ومنه قوله : «نُورٌ أنَّى أرَاه» أي: كيف أراه وقد حجَب بصري النُّورُ، وكذا في حَديثِ زَيدِ بنِ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ: «لا أحمِلُ مِن غضَبِ الله شيئًا وأنَّى أستَطِيعُه» [خ¦٣٨٢٧] كذا هو صَوابُه بتَشديدِ النُّونِ؛ أي: كيف، وروَاه أكثرُ الرُّواةِ: «وأنا» مخفَّفةً، وله وَجْه على طريقِ التَّقريرِ؛ أي: أنا لا أستَطِيعه، وتأتي بمعنَى «متى».

<<  <  ج: ص:  >  >>