كما قالوا: جادٌّ مُجِدٌّ، ويدلُّ على صحَّتِه قولُه في الرِّواية الأخرى:«ماتَ جاهِداً مُجاهِداً».
وقوله:«وقد قضَيتَ جهازَك» بفتحِ الجيم وكسرِها: هو ما يَحتاج إليه المسافرُ والمجاهدُ في سفرِه من متاعِه، كذا عند أكثرِ رواةِ «الموطَّأ» بالزَّاي، ورواه بعضُهم:«جهادَك» بالدَّال، والأوَّل الصَّواب.
في حديث امرأةِ رِفاعةَ قولُ خالد:«ألَا تَزْجُرُوا هذه عمَّا تَجهَرُ به عند رسولِ الله ﷺ؟»[خ¦٦٠٨٤] كذا عامَّةُ الرِّوايات، ورواه بعضُهم:«تهْجُر»، وهو الذي فسَّره الدَّاوديُّ؛ أي: تأتي بهُجْرٍ منَ القول، وهو الفُحْش، والأوَّلُ أشهرُ، ومعناه صحيحٌ؛ أي: تجهَر بقولٍ قبيحٍ.
[الجيم مع الواو]
٤٠٥ - (ج و ب) قوله: «خَيمَةٌ من لُؤْلُؤَةٍ واحدةٍ مُجَوَّبَة» كذا للسَّمرقنديِّ بالباء، وعند غيرِه:«مُجَوَّفةٍ»[خ¦٤٨٧٩] بالفاء، ومعنَى «مجَوَّفة» أي: خاليةَ الدَّاخل غيرَ مُصْمَتَة، وهو قريبٌ من معنَى «مُجَوَّبة»، وقد رَوَيناه في كتاب الخَطَّابيِّ:«مَجُوبة»؛ ومعنَى ذلك: مُفَرَّغةَ الدَّاخِل، من الجَوْب، وهو القَطْع والنَّقْب.
وقوله:«و [أبو] طلحةَ مُجَوِّبٌ عليه بحَجَفَةٍ»[خ¦٣٨١١] بضمِّ الميم وآخرُه باءٌ بواحدةٍ؛ أي: مُتَرِّس، وقد جاء كذا مفسَّراً في حديثٍ آخَر:«يَتَترَّسُ مع النَّبيِّ ﷺ بتُرسٍ واحدٍ»[خ¦٢٩٠٢] والجَوب بفتح الجيم: الحَجَفةُ والتُّرس، ورواه بعضُهم:«مُحوِّياً» بالحاءِ والياءِ باثنتين، من الحويَّة، وسيأتي تفسيرُها في الحاء، والأوَّل الصَّواب، وقد صحَّفه بعضُهم فقال:«مُحْدِبٌ عليه» وفسَّره بمُشفِق، الحَدَبُ: الشَّفقةُ.
وقوله:«وصارتِ المدينةُ في مثلِ الجَوْبَةِ»[خ¦٩٣٣] بفتحِ الجيم أيضاً وبعدَ الواو باءٌ بواحدةٍ، ومثلُه قولُ ابنِ عباس في تفسيرِ:«﴿كَالْجَوَابِ﴾ [سبأ: ١٣]: كالجَوبةِ من الأرضِ»[خ¦٦٠/ ٤٠ - ٥٢٥٣] قيل: هو المكانُ المتَّسعُ من الأرض، وقِيل: هي الفَجْوة بين البيوت، ورأيتُ بعضَهم ذكَره في حديثِ الاستِسقاء:«الجَونَة» بالنُّون، وفسَّره بالشَّمس لسوادِها حينَ تغِيب،