العين، وهو تأويلُ مالكٍ، ومنه:«لا يبقَيَنَّ في رَقبةِ بَعيرٍ قِلادَةٌ من وَتَرٍ إلَّا قُطِعتْ»[خ¦٣٠٠٥] على التَّأوِيلَين.
وقوله في قضاءِ رمَضانَ:«أحَبُّ إليَّ … أن يُوَاترَ» يعني يواليَ ويُتابعَ، قال الأصمعيُّ: لا تكون المُواتَرة مُتوَاصلة حتَّى يكون بينهما شيء، ولهذا ذهَب بعضُهم إلى أنَّ معنَى قَولِ ابنِ مَسعودٍ:«يواتر قَضاء رمضان» أن يصومَ يوماً ويفطِرَ يوماً أو يومَين ويومَين، واحتَج أيضاً بقَولِه في حَديثٍ آخر:«لا بأس أن يُواتَر قضاءُ رمضانَ»، فدَلَّ أنَّه أراد تَفرِيقه، إذ لا يختَلَف في جواز مُتابَعتِه.
قال القاضي أبو الفضل ﵀: ما قالَه الأصمعيُّ في المُواترَة أنَّها لا تكون مُواصَلة حتَّى يكون بينها شيءٌ من تفريقٍ فصحِيحٌ، لكن هذا موجُود في مُتابَعة الصِّيام ومُواتَرته على ما قالَه مالكٌ وغيرُه؛ لأنَّ فطرَ اللَّيلِ فرَّق بين صوم اليومَين، ولا يقال لمن واصَل ولم يُفطِر واتَر، ومنه قولهم: جاءَت الخيلُ تَترَى إذا جاءَت مُتقطعةً، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا﴾ [المؤمنون: ٤٤] أي: شيئاً بعد شيءٍ مُتقارِبة الأوقاتِ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قوله في «الموطَّأ» في المُساقَاةِ: «بعَينٍ واتِنةٍ غزيرةٍ-ثمَّ قال: - والوَاتِنةُ: الثَّابتُ ماؤُها والَّذي لا يغورُ ولا يَنقطِع» كذا عند الأَصيليِّ وابنِ عتَّابٍ بتاء باثنتَين فوقها بعدها نون، وكذا كان عند الطَّلمَنكِيِّ ولسائر الرُّواةِ:«واثِنَةٍ» بثاء مُثلَّثة، وهما صحِيحانِ، والأشهَر الأوَّل، وبالوَجهَين قرأَها ابنُ بُكيرٍ، والماءُ الواتِنُ: الدَّائمُ، وتَن: دامَ، ووتَن الرَّجل بالمَكانِ: أقَام، قال ابنُ دُريدٍ: وقال قومٌ فيه: وثَن بالثَّاء مثل وتَن، وليسَت تَثبُت.
وقوله:«لا يبقَيَنَّ في رَقبةِ بَعيرٍ قِلادةٌ من وَتَرٍ» كذا عند يحيَى عند جميع شيُوخِنا وعند القَعنبِيِّ وابنِ القاسمِ أيضاً بالتَّاء باثنتين فوقها، وعند مُطرِّف «وَبَرٍ» بالباء، وحكى بعضُهم أنَّها رِوايَة يحيَى، وعند ابنِ بُكيرٍ، «وبَر أو وتَر» على الشَّكِّ من ابنِ بُكيرٍ، وفي نُسخةٍ عنه إسقاط اللَّفظةِ.
الوَاو مع الثَّاء
٢٣٢٨ - (و ث أ) قوله: «وُثيَت رِجْلي» على ما لم يُسمَّ فاعلُه مثل كُسِرت، والوَثْئُ بفَتحِ الواو وسُكونِ الثَّاء وآخِرُه مَهمُوز؛ وصْمٌ يصِيبُ العَظمَ لا يبلغ الكسر.