وكذلك قال ابنُ إسحاقَ: إنَّه لم يَشهَد بدراً، ولأجل هذا القولِ أدخَل البُخاريُّ في الباب عنه ثلاثة أحادِيثَ استظهاراً على ردِّ هذا القَولِ، والله أعلَم.
و (البَهْزِيُّ) بالزَّاي مَنسُوب إلى بَهز، وكذا جاء في حَديثٍ آخَر:«رجلٌ من بَهز»، وهم بَطنٌ من بني سُلَيمٍ.
وأمَّا (عبدَةُ النَّهديُّ) فبالنُّون والدَّالِ المُهملَة، وكذلك (أبو عُثمانَ النَّهديُّ) وهو عبد الرَّحمن بنُ ملٍّ.
و (أبو الرَّبيع البَجَليُّ) بفتح الباء والجيم بعدَها، وكذلك (جندبُ بنُ سُفيانَ البَجَليُّ)، و (محمَّد بنُ طَرِيفٍ البَجَليُّ) مَنسُوبُون إلى قبيلة بَجِيلةَ بفتح الباء وكَسرِ الجيم بني أنمار.
و (البَلْخيُّ) بفتح الباء وسكون اللَّام بعدها خاء مُعجمة مَنسُوب إلى مَدينةِ بَلْخ من خراسان، منهم:(أبو إسحاق المُستَملي) راوِيةُ كتابِ البُخاريِّ، وشيخُ أبي ذَرٍّ فيه.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
في صِفَة جهنَّم:(عن العَلاءِ بنِ خَالدٍ الباهِليِّ) كذا لابنِ ماهانَ، ولغَيرِه:(الكَاهِليِّ)، وهو الصَّوابُ، والأوَّلُ خطَأ.
(المِقدادُ بنُ عَمرٍو البَهْرَانيُّ) بفتح الباء وسُكون الهاء وفتح الرَّاء وبعدَ الألف نونٌ مَنسُوب إلى بهراء ممدود من قُضاعة وهو نِسبَته حقِيقَةً، ويقال له:(ابنُ الأسود)؛ لأنَّ الأسودَ بنَ عَبدِ يغُوث تبَّناه في الجاهليَّة، ويقال له:(الكِنْديُّ)، وقد جاء نَسَبه بالوَجهَين جميعاً في «الصَّحيحَين»، وكِندَة وبَهْراء لا ترجِعُ إحداهُما إلى الأُخْرى، وإنَّما تجتَمِعان في حِمْيَر لمن جعَل قضاعة منها، أو فيما فوق ذلك لمن نسَب قضاعة من مَعَدٍّ، ولعلَّه مع كونه بَهرانِيّاً صلبيةً كِندِيٌّ بالحِلْف أو الجوارِ، وأمَّا قولهم فيه «حلِيفُ بني زُهرَة» فيأتي في حَرفِ الحاء.
فصلٌ في المَواضعِ في هذا الحَرفِ (ب)
(بكَّة) هي مَكَّةُ تبدل الباء من الميمِ، وهو قولُ أهلِ اللُّغةِ، وقيل:(بَكَّة) بَطْن مكَّة، وقيل: مَوضِع البَيتِ، وقيل: البَيتُ والمَسجِدُ، ومكَّة ما وراءه، وقيل: مكَّةُ البيتُ وما والاه، قيل: سُمِّي بَكَّة لتباكِ النَّاس بإقْدامِهِم أمام البَيتِ؛ أي: ازدِحامِهم، وقيل: لأنها تَبُكُّ أعناق الجَبابِرة؛ أي: تذلُّهم.
(البلدة) جاء ذِكرُها في حَديثِ الحجِّ [خ¦١٧٤١]، قيل: اسمٌ لمكَّةَ، ويُشبِه أنَّه أراد