٦٩١ - (د ج ل) قوله: «المَسِيحُ الدَّجَّال»[خ¦٨٦] قيل: مَعنَاه: الكَذَّابُ، وقيل: المُموِّه ببَاطِلِه وسِحْرِه المُلبِّسُ به، والدَّجْلُ طَليُ البَعيرِ بالقَطرانِ، وقيل: سُمِّي بذلك لضَربِه نَواحِي الأرضِ وقَطعِه لها، دجَل الرَّجُل ودَجَّل بالتَّخفيف والتَّثقيلِ إذا فعَل ذلك، وقيل: هو من التَّغطِيَة؛ لأنَّه يُغطِّي الأرض بجُمُوعه، والدَّجْلُ التَّغطِيَةُ، ومنه سُمِّيت دِجْلَة؛ لانتشَارِها على وَجهِ الأرْضِ، وتَغطِيَة ما فاضَت عليه.
٦٩٢ - (د ج ن) وقولها: «فيَأتِي الدَّاجِنُ»[خ¦٢٦٣٧]، و «شاةٌ داجِنٌ»[خ¦٢٣٥٢] هي ما يألَف البيت من الحَيوانِ، ومنه:«إنَّ عِنْدي داجِناً»[خ¦٥٥٥٦].
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«فيَقُرُّها في أذُنِ وليِّه قرَّ الدَّجاجَة»[خ¦٦٢١٣] لم تختَلِفِ الرِّوايةُ في كتابِ مُسلمٍ فيه هكذا، واختَلَفتْ فيه الرِّواياتُ في البُخاريِّ، فرواه بعضُهم:«الزُّجاجَة» بالزَّاي المَضمُومة، وكذا جاء للمُسْتمليْ وابنِ السَّكن وأبي ذَرٍّ وعبدُوسٍ والقَابِسيِّ في كتابِ التَّوحيدِ، وللأَصِيليِّ هناك:«الدَّجاجَة»[خ¦٧٥٦١]، وكذلك اختَلَفُوا فيه في مواضِعَ أُخر، وذكَر الدَّارَقُطنيُّ: أنَّ هذا تصحِيفٌ، وأنَّ الصَّوابَ الأوَّل، وقد ذكِر في بعضِ روايَاتِه:«قرَّ القَارُورَةِ»[خ¦٣٢٨٨]، فمَن روَاه «الدَّجاجَة» بالدَّال شبَّه إلْقَاء الشَّيطانِ ما يَسترِقُّه من السَّمع في أذُن وَليِّه بقَرِّ الدَّجاجَة، وهو صوتُها لصوَاحِبها، وقيل:«يقُرُّها»: يسارُّه بها، ومن قال:«الزُّجاجَة» بالزَّاي فقيل: يُلقِيها ويُودِعها في أذُن وليِّه، كما يُقَرُّ الشَّيءُ في القَارُورَة والزُّجاجَة، وقيل: يقُرُّها بصوتٍ وحسٍّ كحسِّ الزُّجاجَة إذا حرَّكتَها على الصَّفا أو غيرِه، وقيل: مَعنَاه: يُردِّدها في أذُن وليِّه كما يتَردَّد ما يُصَبُّ في الزُّجاجَة والقارُورَةِ فيها وفي جوَانِبِها، لاسِيَّما على روايَةِ من روَاه:«فيُقَرقِرُها»[خ¦٧٥٦١]، وسَيأتي تَفسِيرُ:«يقر» والخلافُ في لَفظِه ومَعنَاه في القاف بأشبَع من هذا إن شاء الله، واللُّغةُ الفَصِيحةُ في الدَّجَاجِ الفتحُ، وقد كسرَها بعضُهم.
الدَّال مع الحَاء
٦٩٣ - (د ح ر) قوله: «ما رُئِيَ الشَّيطانُ يوماً هو فيه أصْغرُ ولا أدحَرُ ولا أحقَرُ ولا أغيَظُ منه في يومِ عرَفةَ» معنى: «أدحَر» أي: أبعَدُ عن الخيرِ، ومنه قَولُه: فتقعُد ملوماً