الوَاقِعَة فيه (سَرِف) بفتح السِّين وكسر الرَّاء، قريَة على ستَّة أميال من مكَّة، وقيل: سبعَة، وقيل: تِسعَة، وقيل: اثني عشر، وهو المَوضِع الَّذي ذُكِر في الحجِّ [خ¦١٧٨٨]، وفي بناء النَّبيِّ ﷺ بزَوجِه ميمُونةَ، وفي وفاتها.
وأمَّا الَّذي في حمى عمر فهي الَّتي بالمدينة، وجاء فيها:«أنه حَمَى السَّرَف والرّبذة»[خ¦٢٣٧٠] كذا عند البُخاريِّ بسينٍ مُهملَة كالأُولَى، وفي «مُوطَّأ» ابنِ وَهبٍ: «الشَّرَف» بالشِّين المعجمة وفتح الرَّاء، وكذا رواه بعضُ رُوَاة البُخاريِّ، أو أصلَحه، وهو الصَّوابُ.
قال الحربيُّ في تَفسيرِ الحَديثِ:«ما أحبُّ أن أنفُخ في الصَّلاةِ وأن لي حمر الشَّرف» كذا ضبَطه، وقال: خصَّه لِجَودةِ نعَمِه، قال: والمَشارِف من قُرَى العَربِ ما دنا من الرِّيفِ، واحدُها: شَرف، مثل خيبرَ ودومةَ الجَندلِ وذي المروة، وقال أبو عُبيدٍ البَكريُّ: الشَّرف ماء لبني كلاب، وقيل: لباهِلةَ، قال: وأمَّا سَرِف فلا يدخله الألف واللَّام.
(السُّقيا)[خ¦١٨٢١] بضمِّ السِّين، قريَة جامِعَة من عمَل الفرُع بينها وبين الفرُع ممَّا يلي الجُحفة سبعة عشر ميلاً، ذكر في حَديثِ عليٍّ وفي الجهَادِ.
(سَرْغ)[خ¦٦٩٧٣] مَوضِع بالشَّام، مفتُوحَة السِّين ساكنة الرَّاء وآخِرُه غين معجمة، وضبَطْناه عن ابنِ عتَّاب وغيرِه بتَحريكِ الرَّاء أيضاً، قال ابنُ وضَّاحٍ: بينها وبين المدينة ثلاث عشرة مرحلة، قال ابنُ مَكيٍّ: الصَّوابُ السكون، قال الجَوهريُّ عن مالكٍ: قريَة بوادي تبُوك من طريق الشَّامِ، وقيل: هي آخر عمل الحجاز الأول.
(السُّرَر) وادٍ على أربعة أميال من مكَّة عن يمين الجبل، بضمِّ السِّين وفتح الرَّاء الأولى، كذا روَيناه عن جماعةِ المُتقنِين والشُّيوخِ بغيرِ خلافٍ في ضَبطِه إلَّا عن الجَيَّانيِّ، فضبَطَه بضمِّ السِّين وكَسرِها، وقال الرِّياشيُّ: المُحدِّثون يضمُّونه، وإنَّما هو السَّرر بالفتح، هو الَّذي ذكر في الحَديثِ أنَّ «به سَرحَةٌ سُرَّ تحتها سَبعُون نبيّاً»، وقد فسَّرنا معناه، فعلى قول من فسَّره أنَّها قُطِعت سُررُهم يترجَّح الكسر.