رَغبتَه، وقيل: سارَع برَحمتِه له، يقال: ندَبتُ الرَّجلَ إذا دَعوتَه، وانتَدَب إذا أجاب، وقيل: انتدَب تَكفَّل.
وفي التَّفسيرِ للبُخاريِّ في ﴿عبَس﴾:«وجُعِلَتِ الملائكةُ إذا نزَلَتْ بوَحْيِ الله وتأديبه كالسَّفيرِ الَّذي يُصْلِحُ بينَ النَّاسِ» كذا رِوايةُ أبي ذَرٍّ الهَرويِّ وعُبدُوس بباءٍ بواحدَةٍ من الأَدَب، وهو مُهملٌ للأَصيليِّ، وضبَطَه القابِسيُّ:«وتأدِيَتِه»[خ¦٦٥/ ٨٠ - ٧٢٨٥] بتاءٍ باثنتَين فوقها من الأداء، وهو التَّبليغُ، وهو أشبَه بتَفسيرِ السَّفرةِ، وهذا الكلامُ كلُّه هو قولُ الفرَّاءِ، وقد انتُقِد عليه؛ لأنَّ سفِيرًا لا يُجمَع على سَفَرَةٍ، إنَّما يُجمَع على سُفرَاء، وغيرُه يقول: سَفَرَة مَعناه كتَبَة، ومنه سُمِّي السِّفْرُ؛ لأنَّه مَكتوبٌ.
وفي حَديثِ الخَوارجِ:«مُخْدَجُ اليدِ، أو مُؤْدَنُ اليدِ، أو مُثْدَنُ اليدِ» كذا جاء في مُسلمٍ الثَّلاثُ كلماتٍ، إلَّا أنَّ عند الصَّدفيِّ والطَّبريِّ والباجِيِّ وهي رِوايةُ الجُلُوديِّ:«مَثْدُونُ» في الآخِر، والأوَّلُ في كِتابي مَهمُوز، ولم يَذكُره الهَرويُّ إلَّا في بابِ الواوِ غيرَ مَهمُوزٍ، قال الهَرويُّ:«مُوْدَنُ اليدِ» ورُوِي: «مَوْدُونُ» من قولهم: وَدَنْتُ الشَّيءَ وأَودَنتهُ إذا نَقَصْتَهُ وصَغَّرتَهُ، وقال ابنُ دُرَيد: رجلٌ مَوْدُون ووَدِين ومُودَن ناقصُ الخَلقِ، وسيأتي تَفسيرُ «مُثْدَن» في بابه [ث د ي]. وقال الحربيُّ: رجل مُؤْدَن بهَمزةٍ ويُسَهَّل إذا كان قَصِيرًا قَمِيئًا.
٣٣ - (أ ذ ن) وقوله: «ما أَذِنَ الله لشَيءٍ ما أذِنَ للنَّبيِّ يتَغنَّى بالقُرآن» * [خ¦٥٠٢٣] هذا بكَسرِ الذَّالِ، وفي رِوايةٍ:«كأَذَنِه لنَبِيٍّ» بفَتحِ الهَمزةِ والذَّالِ، كذا أكثَرُ الرِّواياتِ والمَعرُوفُ فيه، ومَعناه: ما استمعَ لشَيءٍ كاسْتِماعه لهذا، وهو تعالى لا يَشغَله شأنٌ عن شَأنٍ، وإنَّما هي استِعارةٌ للرِّضا والقَبولِ لقِراءَته وعَملِه والثَّوابِ عليه.
وكذلك إذا جاء «أَذِن»[خ¦١٠٤] من الإِذْن بمعنى الإِباحة فهو مِثله في الفِعل مَقصُورُ الهَمزةِ مَكسُور الذَّال، والاسمُ من هذا إذْنًا، وهو لفظٌ مُتكرِّرٌ في الحديثِ.
وقد ذكر مُسلِمٌ في هذا الحديثِ من رواية يحيى بنِ أيُّوبَ:«كإذْنِه» من الإِذن، والأوَّل أولى بمعنَى الحديثِ وأشهَرُ، وغلَّط