المملوءَةُ، وقيل: الثَّقيلةُ، وقد يَحتمِلُ أن يُريدَ بذلك كَفَلَها ومؤخَّرَها، وكنَّى عن ذلك بالعُكُومِ، وقد قالوا: امرأةٌ رَدَاحٌ؛ إذا كانت عظيمةَ الأكفالِ، ثقيلةَ الأَورَاكِ، وكما قال حسَّانُ:
١٦٣٥ - (ع ك ف)«اعتَكَفَ رَسُول الله ﷺ»[خ¦٨١٣]، وعن عمرَ:«أنَّه كان نَذَر اعتكافاً في الجاهليَّة» * [خ¦٢٠٣٢]: الاعتكافُ معلومٌ في الشَّرعِ؛ وهو: ملازمةُ المسجدِ للصَّلاةِ وذكرِ الله، وأصلُه في اللُّغة: اللُّزومُ للشَّيءِ والإقبالُ عليه، قال الله تعالى، ﴿سَوَاءٍ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾ [الحج: ٢٥] أي: المقيمُ به، يقال: عَكَفَ يعكُفُ، ويعكِفُ -بضمِّ الكافِ وكسرِها- واعتكفَ أيضاً، وقوله:«وهم عُكُوفٌ»[خ¦٦٨٧].
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
ذكرَ البخاريُّ من روايةِ التَّنِّيسيِّ في كتابِ الأذانِ:«أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان إذا اعتَكَف المؤذِّن، وبَدَا الصُّبْح ركعَ رَكعَتَين خَفِيفتَين قبل أن تُقَام الصَّلاةُ»[خ¦٦١٨] كذا للأصِيليِّ والقَابِسيِّ والهَرَويِّ، قال القَابِسيُّ: ومعنى اعتكفَ هنا: انتصَبَ للأذانِ كأنَّه من مُلازمتِه مراقبةَ الفجرِ.
وجاء هذا الحديثُ عند الهَمْدانيِّ:«كان إذا أذَّن المؤذِّن»[خ¦١١٨١]، وعندَ النَّسفيِّ:«كانَ إذا اعتكفَ أذَّنَ المؤذِّنُ للصُّبحِ»، وفي سائرِ الأحاديثِ:«كان إذا سَكَتَ المؤذَّنُ»[خ¦٦٢٦] وهو وجْهُ الكلامِ، وبمعناه روايةُ الهَمْدانيِّ، وتكونُ روايةُ النَّسفيِّ إخباراً عن حالِه إذا اعتكفَ وكانَ في المسجدِ، فكان يركعُ ركعتِي الفجرِ فيه؛ إذ غالبُ حالِه إنَّما كانَ يصلِّيها في بيتِه.
العينُ مع اللَّامِ
١٦٣٦ - (ع ل ب) قوله: «إنَّما كانت حِلْيَةُ سُيُوفِهمُ العَلَابِيَّ»[خ¦٢٩٠٩] بفتحِ العينِ وتخفيفِ اللَّامِ، والياءِ آخِراً وباءٍ بواحدةٍ مكسورةٍ قبلَها؛ يريدُ العَصَبَ تؤخذُ رَطْبةً فتُشدُّ بها أجفانُ السُّيوفِ فتجِفُّ عليها، وتُشَدُّ بها الرِّماحُ إذا تصدَّعتْ، واسمُ العَصَبةِ: العِلْبَاءُ؛ ممدودٌ مكسورُ العينِ.
وقوله:«بَين يديه رَكْوَةٌ أو عُلْبةٌ»[خ¦٤٤٤٩] العُلْبةُ بضمِّ العينِ وسكونِ اللَّامِ، قالَ يعقوبُ: هي كالقَدَحِ الضَّخمِ مِن خشبٍ أو مِن جلودِ