١٦٩١ - (ع ش ن) قولها: «زَوجِي العشَنَّقُ»[خ¦٥١٨٩] هو الطَّويلُ، قاله أبو عبيدٍ؛ قال: تريدُ أنَّه ليس فيه خَصلةٌ غيرُ طولِه، وغلَّطَه ابنُ حبيبٍ، وقال: هو المقدامُ الشَّرسُ في أمورِه بدليل بقيَّةِ وصفِها له، وقال النَّيسابوريُّ قولاً يجمعُ التَّفسيرَين هو الطَّويلُ النَّحيفُ الذي أمرُه إلى امرأتِه وأمرُها إليه، فهو يَحكُم فيها بما يشاءُ وهي تخافُه.
وقال الثَّعالبيُّ: العشَنَّق والعشنَّط المذمومُ الطُّولِ، وقيل: العشنَّقُ الطَّويلُ العُنُقِ، كذا في «العين»، وحكى ابنُ الأنباريِّ عن ابنِ أبي أويسٍ: أنَّه الطَّويلُ وقد يكون القصيرَ؛ كأنَّه جعلَه من الأضدادِ، قال القاضي ﵀: الذي قرأناه في حديثِ ابنِ أبي أويسٍ أنَّه الصَّقرُ من الرِّجالِ المقدامُ الجريءُ. ويقال: الطَّويلُ ولم أرَ أحداً من أهلِ الُّلغة ذكرَ العشنَّقَ في القِصَارِ، ونرى أنَّ الرَّاوي لأبي بكرٍ عن ابنِ أبي أويسٍ صحَّف الصَّقرَ بالقَصيرِ والله أعلم، وإنَّما الذي قال ابنُ أبي أويسٍ أنَّه الصَّقرُ المقدامُ الجريءُ، ثم قال: ويقول: الطَّويلُ، فتصحَّف الصَّقرُ بالقصيرِ، والله أعلمُ.
١٦٩٢ - (ع ش ي) قوله: «إحدَى صلاتي العَشِيِّ»[خ¦٤٨٢] يريدُ الظُّهرَ والعَصرَ، و «كانوا يصلُّون الظُّهرَ بعشيٍّ» والعشيُّ ما بعدَ زوالِ الشَّمسِ إلى غروبِها، قال الباجيُّ: إذا فاءَ الفيءُ ذراعاً فهو أوَّلُ العشيِّ.
وذُكِر:«صلاةُ العشاءِ»[خ¦٥٦٤]، و «العشاءُ الآخِرَةُ»[خ¦٦٨٧]؛ وهي العَتَمَةُ، و «لا تَغلِبَنَّكم الأعرابُ على اسمِ صلاتِكُم المغرِبَ، يقولون: العِشَاءُ» * [خ¦٥٦٣]، وفي حديثِ سلمان:«أحيُوا ما بَين العِشاءَين» قال أبو عبيدٍ: ويقال لها وللمغربِ العِشاءان، والأصلُ العِشاءُ فغلَبَت على المغربِ كما قالوا: الأبوَان، ونحوُ هذا قولُ الأصمعيِّ، وقال الخليل: العِشاءُ عندَ العامَّةِ من غروبِ الشَّمسِ إلى أن يولِّي صدرُ اللَّيل، وبعضُهم يجعلُه إلى الفجرِ، وقال يعقوبُ: العِشاء من صلاةِ المغربِ إلى صلاةِ العِشاءِ، والعِشاءُ آخرُ النَّهارِ، والعِشاء أوَّل الظَّلامِ، يقال: أتيتُكَ عِشاءً، وقيل: إنَّما قيلَ صلاةَ العِشاءِ والعَشيِّ؛ لأجلِ إقبالِ الظَّلام؛ لأنَّه يُعشي البصرَ عن الرُّؤيةِ، قال الأصمعيُّ: ومن المحالِ قول العامَّةِ العِشاءُ الآخرةُ، وإنَّما يقال: صلاةُ العشاءِ لا غيرَ