للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا رواه أبو داود، وفسَّرَه في حديثِه يعني: ثوباً ملفَّقاً، والذي عندَ ابن ماهانَ وغيرِه من رواةِ مسلمٍ: «في ساجةٍ» وهو الصَّحيحُ، وهو ثوبٌ، وقيلَ: الطَّيْلسانُ الغليظُ الخشِنُ.

وفي تفسير: ﴿هَلْ أَتَى﴾ [الإنسان: ١]: «كان نِسياً ولم يكُنْ مذكوراً» كذا لابنِ السَّكنِ، ولغيرِه: «كان شيئاً» [خ¦٦٥/ ٧٦ - ٧٢٧١] وهو الصَّحيحُ؛ لأنَّه إنَّما فسَّر بذلك قولَه: ﴿لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً﴾ [الإنسان: ١] أي: إنَّما كانَ عدَماً، وقد اختلفَ المتكلِّمونَ في إطلاقِ الشَّيءِ على المعدومِ، ومذهبُ متكلِّمي أهلِ السُّنَّةِ: أنَّه لا يطلَقُ على المعدومِ، وغيرُهم يطلِقُه.

وفي المغازي في قتلِ ابن الأشرفِ: «عندي أعطَرُ نِساءِ العربِ» [خ¦٤٠٣٧]، وعندَ المروزيِّ: «أعطرُ سيِّد العربِ» وهو وهمٌ.

وفي الفتنِ قولُ حذيفةَ وذكرَها: «إنَّه ليكونُ منه الشَّيءُ قد نسِيتُه فأذكُرُه كما يذكُرُ الرَّجلُ وجهَ الرَّجلِ إذا غابَ عنه، ثمَّ إذا رآه عرفَه» كذا في الأصلِ بغيرِ خلافٍ، قيل: صوابُه: «كما ينسى الرَّجلُ وجهَ الرَّجلِ» أو «كما لا يذكرُ الرَّجلُ وجهَ الرَّجلِ» وبه يستقِلُّ الكلامُ.

النُّون مع الشِّين

١٤١٤ - (ن ش أ) قوله: «أنشَأَ يحدِّثُنا» [خ¦٤٤٧]، و «نشَأتْ سَحابةٌ» [خ¦١٠٢١]، و «أنشأ رجلٌ من المسجدِ» [خ¦٧٠٨٩]، و «أنشأَت بَحريَّة» كلمةُ ابتداءٍ، يُقال: نشأتِ السَّحابةُ تنشأُ، إذا ابتدأتْ في الارتفاعِ، وأنشأتْ: بدأتْ بالمطرِ، وضبطنا في «بَحريَّةٍ» وجهَين؛ الرَّفعُ على الفاعلِ، والنَّصبُ على الحالِ، وأنكرَ بعضُ أهلِ اللُّغةِ: أنشأتِ السَّحابةُ، وقال: إنَّما يقالُ: نشأت، ولم يختلِفِ النَّقلُ في هذا الحديثِ على ما ذكرناه، وقد صحَّحَه أهلُ اللِّسانِ.

وقوله: «قَلَّ عربيٌّ نشأ بها» [خ¦٦١٤٨] أي: كَبِر وشبَّ، ونشأَ الصَّبيُّ؛ أي شبَّ و نبَتَ. قال الله تعالى: ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾ [الزخرف: ١٨] و ﴿الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ [يس: ٧٩] أي: ابتدأَ خلْقَها.

ومنه في الجنَّة: «فينشِيءُ اللهُ لها خلقاً يسكِنُهم إيَّاها» [خ¦٧٣٨٤] وجاءَ في النَّارِ، في كتابِ التَّوحيدِ مثلُه؛ أي: يبتدئُ خلقَهم.

وفي تفسير: ﴿نَاشِئَةَ اللَّيْلِ﴾ [المزمل: ٦] «وقال ابن عبَّاسٍ: نشأ: قامَ بالحبشيَّة» [خ¦١٩/ ١١ - ١٨٠٦].

قال الأزهريُّ: ناشئةُ اللَّيلِ: قيامُه؛ مصدرٌ جاءَ على فاعلةٍ كالعاقبةِ، وقيل: ساعاتُه، وقيل: كلُّ ما حدثَ باللَّيلِ وبدأَ فهو ناشئةٌ، وقال نَفطَويه: كلُّ ساعةٍ قامَها قائمٌ من اللَّيلِ فهي ناشئةٌ.

وفي الحجِّ: «فمن حيثُ أنشأَ» [خ¦١٥٢٤] أي: ابتدأَ أمره وتهيَّأَ له الإهلالُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>