للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٣٧٣ - (ن ع م) وقوله: «حُمْر النَّعَم» [خ¦٩٢٣] بفتح النُّون والعين: هي الإبلُ، وحمْرُها: أفضلُها، والنَّعم: الإبلُ خاصَّةً، فإذا قيل: الأنعام، دخلَتْ معَها في ذلك: البقرُ والغَنمُ، وقيل: هما لفظانِ بمعنًى واحدٍ على الجميعِ.

وقوله: «نَعَماً ثريَّاً» [خ¦٥١٨٩] أي: إبلاً كثيرةً، ورواه بعضُهم: «نِعماً» بكسْرِ النُّونِ، جمعُ نِعمةٍ، والأوَّلُ أشهرُ في الحديثِ وأعرفُ.

وقوله: «فبِها ونِعمَتْ» بالتَّاءِ في الوصلِ والوقفِ ساكنةٌ فيهما، قال الأصمعيُّ معناه: بالسُّنَّةِ أخذَ، وقيل: بالرُّخصةِ أخذَ، ونِعْمتِ الخَصْلةُ أو الفِعلةُ: الوضوءُ، فحُذِفَ اختصاراً لدلالةِ الكلامِ عليه.

وقد قيلَ في هذه الكلمةِ في غيرِ هذا الحديثِ: «بها ونَعِمْتَ» بفتحِ النُّونِ وكسرِ العينِ وسكونِ الميم: يدعو لمُخَاطبِه بالنِّعمةِ، قال ثعلبٌ: والعامَّةُ تقولُ: ونِعْمَه، وتقِفُ عليها بالهاءِ، وإنَّما هي بالتَّاء.

قال ابنُ دَرَسْتَويه: ينبغي أن يكونَ هذا الصَّوابُ عندَ ثعلبٍ، وأنْ تكونَ التَّاءُ خطأً؛ لأنَّ الكوفيِّينَ يزعُمونَ أنَّ (نِعْمَ وبئسَ) اسمان، والأسماءُ تدخلُ عليها الهاءُ بدَلاً من التَّاءِ، والبَصريُّون يجعلونَهما فعلَين ماضيَين، والأفعالُ تليها تاءُ التَّأنيثِ ولا تلحقُها الهاءُ.

قال القاضي : بالتَّاءِ قيَّدْنا الحرفَ هنا وفي الحديثِ الآخرِ بعدَه، قال الباجيُّ: وبالهاءِ وجدتُه في أكثرِ النُّسَخِ، قال: وهو الصَّوابُ على مذهبِ الكوفيِّين، وبالتَّاءِ على مذهبِ البَصريِّين.

وقوله: «نعمَتِ البِدْعةُ هذه» كذلك، وهو ثناءٌ عليها، من النِّعمةِ، ومن: نعم الشَّيءُ: بكسرِ العينِ وفتحِها؛ أي: حسُنَ، والنِّعمةُ كلُّ ما يُتنعَّمُ به، قال الخليلُ: وأصلُ النِّعمةِ الخفضُ والدَّعةُ، نَعِمَ الرَّجلُ وأنعَم: صارَ إلى نعمةٍ.

ومنه قوله: «ونِعْمَ ما لأحدِكم» [خ¦٢٥٤٩] كذا مثلُه؛ أي: حَسُنَ، وهي ضدُّ: بئسَ، وفي لغةِ هُذَيلٍ: نِعِم، بكسرِ النُّونِ والعينِ، قال سيبَويه: وعلى هذه اللُّغةِ جاءَ قولُه تعالى: ﴿نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ﴾ [النِّساء: ٥٨]. كَسَرَ النُّونَ لكسْرِه العينَ، وسكَّنَها في اللُّغةِ الثَّالثةِ استِخفافاً، وفيها لغةٌ رابعةٌ: نَعِمَ، مثلُ سَمِعَ، و «النَّعماء»: مفتوحٌ ممدودٌ، والنُّعما: مضمومٌ مقصورٌ: النِّعمة.

وفي حديثِ موسى: «وأيَّامُ الله: نَعماؤه وبلاؤه».

<<  <  ج: ص:  >  >>