٣٧٧ - (ج ن ب) قوله: «لا جَلَب ولا جَنَب» تقدَّم تفسيرُ «جَلَب» والخلافُ فيه، ومَن قال: هذا الحديثُ في السِّباق أو في الزَّكاة، قال مالك: و «الجَنَب» أن يُجنَب مع الفرسِ الذي يُسابَق عليه فرسٌ آخرُ؛ أي: يُقاد بغيرِ راكبٍ، حتَّى إذا دنا من الغايةِ تحوَّل راكبُه على الفرسِ المجنُوب ليَسبِقَ، يرِيد لجَمامه وجريِه بغيرِ راكبٍ، وقال غيرُه ممَّن جعَل الحديثَ في الزَّكاة: هو فِرارُ أصحابِ المواشي وبُعدُهم بها عن السُّعاة.
و «ذَاتُ الجَنْب»[خ¦٥٦٩٢] داءٌ، بفتح الجِيم وسكونِ النُّون، قال التِّرمذيُّ: هو السِّلُّ، وفي «البارع»: هو الذي يطُول مرضُه، وقال النَّضرُ: هي الدُّبَيلةُ، قَرحَةٌ تثقُب البَطنَ، وهو مثلُ قولِ بعضِهم: إنَّها الشَّوصَةُ.
و «تمرٌ جَنِيب»[خ¦٢٢٠١][خ¦٢٢٠٢] قال مالك: هو الكَبِيس، وقال غيرُه: كلُّ تمرٍ ليس بمختلِطٍ، والجَمْعُ: المختلطُ، وقال الطَّحاويُّ وابنُ السَّكن: هو الطَّيِّب، وقال غيرُه: هو المتِين.
وقوله:«أَجْنَبْنا»[خ¦٣٤٠] والجنابةُ معلومةٌ، وأصلُها البعدُ؛ لأنَّه لا يَقرَب مواضِعَ الصَّلاة ويجتنِبها حتَّى يتطَّهر، وقيل: لمجانبةِ النَّاس حتَّى يغتسِل، ورجلٌ جُنُبٌ، ورجالٌ جُنُبٌ، وقيل: أجنابٌ، وامرأة جُنُبٌ، قال الله تعالى: ﴿وَلَا جُنُباً إِلّا عَابِرِي سَبِيلٍ﴾ [النِّساء: ٤٣]، وكذلك يُقال في الرَّجلِ البعيدِ في النَّسب مثلُه، وجَنَبَ الرَّجلُ وأجْنَب من الجنابةِ، وقوله:«مَنِ اغتسلَ يومَ الجمعةِ غُسْلَ الجَنابةِ»[خ¦٨٨١] أي: صفةَ غُسلِ الجنابةِ.
وقوله:«وعلى المُجَنِّبةِ اليُمنَى فلانٌ، وعلى المُجَنِّبةِ اليُسرَى» قال شِمْرٌ: المجنِّبةُ: الكتِيبةُ التي تأخُذ جانبَ الطَّريق، وهما مجنِّبتان؛ مَيْمنةٌ ومَيْسرةٌ بحافَّتَي الطَّريق، والقلبُ بينهما.
وقوله:«فأُدخِلتُ الجنَّةَ فإذا فيها جَنابِذُ اللُّؤلُؤِ» بفتحِ الجيم بعدَها نونٌ وبعدَ الألف باءٌ بواحدةٍ ثمَّ ذالٌ معجمةٌ، كذا رواه مسلمٌ والبخاريُّ في كتاب الأنبياء [خ¦٣٣٤٢] مِن