١٥٢٢ - (ص و ب) قوله: «صَيِّباً نافعاً»[خ¦١٠٣٢] بياءٍ مكسورةٍ مشدَّدةٍ؛ أي: مطراً أصابَ يَصوبُ صَوْباً إذا نزلَ، وأصلُه: صَيْوِبٌ في مذهبِ البَصريِّين، وقيل: صويبٌ مثلُ: فعيلٍ من صابَ يصوبُ، وضبطَه القابسيُّ:«صَيْباً» بالسُّكونِ على التَّسهيلِ، ويقال: صابَ وأصابَ السَّحابُ: إذا أمطرَ، ووقعَ نحوُ هذا في كتابِ البُخاريِّ في روايةِ النَّسفيِّ:«صابَ وأصابَ»[خ¦١٥/ ٢٣ - ١٦٣٤] وفي حاشيةِ الأَصيليِّ: «أصابَ أصابَ»، والظَّاهرُ أنَّ الواوَ تصحَّفَتْ بألفٍ عليه.
وقوله في الجيرانِ:«إذا طبختَ مَرَقةً … فأصِبْهُم منها بمعروفٍ» أي: ناوِلْهم واجعَلْهم يأخذونَ منها، وأصلُ الإصابةِ الأخذُ، يقال: أصابَ من الطَّعامِ: إذا أكلَ منه.
وقوله في غزوةِ حنينٍ:«أن يُصيبَهم ما أصابَ النَّاسَ» * [خ¦٤٣٣٠] أي: ينالَهم من عطايا النَّبيِّ ﷺ ذلك، وقال في الحديثِ الآخرِ:«يُصِيبوا ما أصابَ النَّاسُ».
وقوله في غزوةِ خَيبرَ:«هذه ضربةٌ أصابَتْنيها يومَ خَيبرَ»[خ¦٤٢٠٦] كذا لأكثرِ الرُّواةِ؛ أي: أصابَتْني في ساقي، كما قال بعضُ رواةِ أبي ذرٍّ:«أصابَتْها يومَ خَيبرَ» الهاءُ في ذلك كلِّه عائدةٌ على السَّاقِ، وعندَ بعضِ الرُّواةِ:«أصابَنيها يومَ خَيبرَ» ووجهُه أن يرجعَ إلى ما تقدَّمَ، وذكره على لفظِ الجُرحِ ونحوِه، وقد يكونُ هنا يوم خيبرَ مرفوعاً فاعلاً ويكونُ هو المصيبُ إذ فيه كانتِ الإصابةُ.