وقوله:«وكان الذي تولَّى كِبرَه عبدُ الله ابنُ أُبيٍّ ابنِ سَلُول»[خ¦٤١٤١]، وفي حَديثٍ آخر غيره، قيل: كِبرُه: مُعظمُ القِصَّة، وقيل: الكِبرُ: الإثمُ، وقيل: الكِبرُ: الكَبِيرةُ، كالخِطْءِ والخَطِيئةِ.
وقوله:«ويجعَل الأكبر ممَّا يلي القِبلَة» يعني في القَبرِ، الأكبرُ هنا: الأفضَلُ، فإن استَووا قُدِّم الأسنُّ.
١٠٤٦ - (ك ب س) وذكر «الكَبِيس» بفَتحِ الكاف نوعٌ منَ التَّمرِ طيبٌ، وبه فسَّر مالكٌ الجنيب.
١٠٤٧ - (ك ب و) قوله: «يَكْبُو مَرَّة» أي: يَسقُطُ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حَفرِ الخَندقِ:«فعَرَضَت كَبِدَة» كذا روينا بفَتحِ الكافِ وكَسرِ الباءِ بواحدَةٍ وفَتحِ الدَّال المُهمَلة عن الأَصيليِّ والقابسيِّ، وكذا جاءت رِوايةُ الهَمْدانيِّ والنَّسفيِّ بالباء، ومعنَى ذلك -والله أعلم- قِطعَة منَ الأرضِ يشُقُّ حَفرُها لصَلابتِها من قولِه تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤] أي: في ضِيقٍ وشِدَّةٍ على أحدِ التَّفاسيرِ، ورواه الأَصيليُّ عن الجرجانيِّ أيضاً:«كنِده» بكَسرِ النُّونِ، وفي رِوايةِ ابنِ السَّكنِ:«كتَدةً» مثلُه إلَّا أنَّه بتاءٍ باثنَتينِ فوقَها مَفتُوحة في المَوضعَينِ، ولا أعرِفُ له هنا معنًى بالتَّاء ولا بالنُّونِ، وعند أبي ذَرٍّ للمُستمليْ والحَمُّوييِّ:«كَيْدة» بياءٍ سَاكنةٍ باثنتَين تحتَها في المَوضِعَين، وعندَه أيضاً:«كُدْيَةٌ»[خ¦٤١٠١] بضمِّ الكافِ، وكذا رواها ابنُ أبي شيبَةَ في «مسنده»، وذكَرَها ابنُ قتيبة في «غريبه»، وقال الشَّيبانيُّ وأبو زَيدٍ: الكُدْيَة: هي الأرضُ الصُّلبةُ لا تحفر إلَّا بعدَ شِدَّة، والوجهُ هذا أو الأوَّلُ، وهما بمعنًى، والله أعلم.
وقوله في الحَديثِ:«ونحنُ نَنْقُل التُّراب على أكْبَادِنا» كذا جاءت الرِّواية للجَماعةِ في (باب غَزوةِ الخندقِ) بالباء بواحدَةٍ بغيرِ خِلافٍ، وفي غير هذا الموضعِ لكافَّتهم وعند أبي ذَرٍّ هناك:«أكتَادِنا»[خ¦٣٧٩٧] بالتَّاء باثنتين فوقَها، وعند مُسلِم:«أكْتَافِنا»، وهي تؤكِّد رِوايةَ «أكْتَادِنا»، وهو الوَجهُ، والكَتَد بفتحِ الكافِ والتَّاء: مُجتمَع العنُق في الصُّلبِ، وهو مَوضِعُ الحملِ، ومَن رواه بالباء الواحدَةِ فكأنَّه عنى المشقَّة والتَّعب.