للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في حديث الثَّلاثَةِ الذينَ خُلِّفُوا: «إذاً يَحْطِمَكم النَّاسُ» [خ¦٤٦٧٧] كذا للقابسيِّ وعُبدوسٍ، وللباقين: «يَخطَفُكم» والأوَّل أوجهُ هنا؛ أي: يزدَحِمون عليكم ويكثُرون في منازِلكم، ويدُوسونَكم فأخَّر ذلك إلى النَّهار؛ ليكون ذلك في المسجدِ وسَعَة فضائِه.

قوله: «احبِس أبا سفيان عند حَطْمِ الخيل» [خ¦٤٢٨٠] بالحاءِ المهملة، و «الخيل» بالخاءِ المعجمةِ، وهي روايةُ الأَصيليِّ وابنِ السَّكن وأبي الهيثم، ورواه القابسيُّ والنَّسفيُّ: «خَطْمِ الجبلِ» بالخاءِ المعجمة في الأوَّل، والجيمِ في الثَّاني، وهو الأظهَر، وقد قدَّمناه في حرفِ الجيم والخِلافَ فيه وتفسيرَه.

في حديثِ سُراقةَ: «وأَخذتُ رُمْحِي … فحَطَطتُ بزُجِّه الأرضَ، وخَفضْتُ عاليَه» [خ¦٣٩٠٦] كذا للأَصيليِّ والقابسيِّ والحمُّوييِّ: بالحاءِ المهملة؛ أي: أمَلْتُ أسفَلَه وأعلاه لئلَّا يُرى فيكشِفَهُ، ورواه الباقون وغيرُهم: «فخَطَطْتُ بزُجِّه الأرضَ» بالخاءِ المعجمة، وهو أبينُ وأشبَهُ بالمعنى؛ أي: أنَّه خفَض أعلاه وأمسَكه في يدِه وجرَّ الرُّمحَ وراءَه يَخُطُّ بزُجِّه بأسفَلِه الأرضَ لئلَّا يظهَر الرُّمحَ.

وقوله: «﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ [الأعراف: ١٦١] فبدَّلوا وقالوا: حِنْطةٌ، حبَّةٌ في شَعْرة»، ويُروَى: «في شعِيرة»، كذا للجرجانيِّ، وللمروزيِّ: «حِطَّةٌ» [خ¦٤٤٧٩]، والأوَّلُ الصَّوابُ؛ لأنَّهم غيَّروا وبدَّلوا كما قال الله تعالى فقالوا: «حُطِّي سُمْهَاثاً» معناه: حِنْطةٌ حمراءُ.

قوله في حديثِ «لله ملائكةٌ سيَّارةٌ»: «وحطَّ بعضُهم بعضاً بأجنِحتِهم» كذا في كتابِ ابنِ عيسى في كتابِ مسلم: بالحاءِ المهملة والطَّاءِ، وكذا قيَّده بعضُ أصحابِنا عن القاضي أبي عليٍّ، وهو أصوبُ الرِّوايات، قيل: معناه: أشار بعضُهم إلى بعضٍ بأجنِحتِهم للنُّزول لاستِماع الذِّكْر، ويَعضُده قولُه في البخاريِّ: «هلمُّوا إلى حاجتِكم» [خ¦٦٤٠٨]، وكان في كتابي بخطِّي عن غيرِه: «حظُّ» بظاءٍ مرفوعةٍ معجمةٍ، وعليه علامةُ العُذريِّ والطَّبريِّ، وفي بعضِ الرِّوايات عن ابنِ الحذَّاء: «حضَّ» أي: حثَّ، ولها معنًى، وفي بعضِها: «حَفَّ» ولها معنًى أيضاً، ويَعضُدها قولُه في الحديثِ الآخَر: «وحفَّتْهم الملائكةُ»، وفي البخاريِّ: «ويَحُفُّونَهم بأجنحتِهم» [خ¦٦٤٠٨] أي: يُحَدِّقون بهم ويَجتَمِعون حولَهم، ويُحِيطون بهم من جوانبِهم، وحِفافَا الشَّيءِ جانِباه، ولبعضِهم عن ابنِ الحذَّاء: «خصَّ» بالخاءِ المعجمة والصَّادِ المهملة، وهو بعيدٌ.

[الحاء مع الظاء]

٤٧٦ - (ح ظ ر) قوله: «لم يحضُرِ البيعَ» مثل: يمنَع وبمعناه؛ أي: يَحرُم، وقاله

<<  <  ج: ص:  >  >>