فقيل: هو الثَّوبُ يكون لكُمَّيه كُمَّين آخرَينِ، ليُرِي لابسُه أنَّ علَيه ثَوبَين، وقال أبو عُبيدٍ: هو أن يلبسَ المرءُ ثيابَ الزُّهادِ ليُري أنَّه منهم، وقيل: هو كِنايَة عن ذي الزُّور، كنَّى بثَوبِه عنه، والمَعنَى كالكَاذبِ القائلِ ما لم يَكُن، وقال الخَطَّابيُّ: وقيل فيه أيضاً: إنَّه الرَّجُل في القَومِ له الهيئةُ فإذا احْتِيجَ إلى شَهادتِه شهِد فلا يُرَدُّ لأجْل هَيئتِه وحُسنِ ثَوبَيهِ، فأُضيفَتِ الشَّهادةُ إلى الثَّوبَينِ.
وقوله في قِصَّة الشَّعرَ:«هذا الزُّورُ» ممَّا تقدَّم؛ أي: الباطلُ والدُّلْسةُ.
وقوله:«نهَيتُكم عن زِيارَة القُبور فزُورُوها» أي: اقصدُوها للتَّرحُّم على أهلِها والاعْتبارِ بها.
وقولُه في الحجِّ في حَديثِ أحمدَ بنِ يونسَ:«زُرتُ قبلَ أنْ أرْمِيَ، قال: لا حرَج»[خ¦١٧٢٢] كذا لجميعِهم؛ أي: طُفت طواف الزِّيارةِ، وهو طوافُ الإفاضَةِ، ومنه في الحَديثِ الآخَر:«أخَّر الزِّيارة إلى اللَّيل»، و «كان يزُورُ البيتَ أيَّام مِنى»[خ¦٢٥/ ١٢٩ - ٢٧١٧].
٩٧٤ - (ز و ل) قوله: «يزُولُ به السَّراب» أي: يتحرَّك، وكلُّ مُتحرِّك زائلٌ، ومنه في حَديثِ أبي جَهلٍ:«يزول» أي: يذهَب ويجيء لا يستَقِرُّ، وقد مضى في حرف الرَّاء الاختلاف فيه. ومنه:«زوالُ الشَّمس»[خ¦١١/ ١٦ - ١٤٢٨] وهو ظهورُ حرَكتِها بعد الوُقوفِ.
٩٧٥ - (ز و ي) قوله: «زُوِيَتْ لي الأَرضُ» بتَخفيفِ الواوِ؛ أي: جُمعَت وقُبِضت، وكذلك:«إنَّ المسجِدَ لينْزوِي من النُّخامة كما تَنْزَوِي الجِلدَة في النَّار» أي: يَنقبِضُ، قيل: معناه أهْله وعمَّاره؛ أي: الملائكَةُ لاسْتِقذارِ ذلك، ومنه:«اللَّهمَّ ازْوِ لَنَا الأَرضَ» أي: ضُمَّها واطوِهَا وقرِّبها لنا.
وفي جَهنَّم:«فيَنْزَوِي بعضُها إلى بَعضٍ»[خ¦٧٣٨٤] أي: ينضَمُّ، ويُروَى:«فيُزوى»[خ¦٤٨٥٠]، قيل: تَنضَمُّ وتجتَمِعُ على الجبَّارِ الكافرِ، أو الكَفرةِ الذين تقدَّم عِلمُ الله بخَلقِهم لها، وكانت في انْتظارِه أو انْتِظارِ ملْئِها على ما شَرَحناه في حَرفِ الجيم، وفي حَرفِ الرَّاء، وفي حَرفِ القاف.
قوله في الحَوضِ:«مَسيرةُ شَهْرٍ وزَوَاياه» جمع زاوِيَة؛ أي: نوَاحِيه، كما قال في الحَديثِ الآخَر:«ما بين ناحِيَتَيه».