٢٣١٨ - (و أ د) ذكر في الحَديثِ في العَزلِ: «ذاكَ الوَأْدُ الخَفيُّ» بسُكونِ الهَمزةِ، وفيه «نَهيٌ عن وَأدِ البَناتِ»[خ¦٢٤٠٨] وهو قتلهُنَّ، كما كانَت العربُ تفعَل ذلك غَيرَةً وأَنفَةً أو تخفِيفاً للمُؤنةِ، ومنه قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: ٨ - ٩] وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ﴾ [الإسراء: ٣١]، وأصلُ الوَأدِ: دفنُهن أحيَاءً، وشبَّه العَزل به؛ لأنَّه إبطالٌ للوَلدِ، كما قال في الرِّياءِ:«الشِّرْك الأصغَر».
٢٣١٩ - (و أ هـ) قوله: «واهاً لريحِ الجَنَّةِ» كلِمَة تشوُّق واستِطَابة، وقوله:«واهاً له» قيل: هو بمعنى الاستِطَابة للشَّيءِ، وقيل: بمعنَى التَّعجُّب، وويهاً بمعنى: الإغراء، وقد مرَّ في الهَمزةِ [أ ي هـ].
٢٣٢٠ - (و أ ي) قوله: «مَن كانَت له عندَ رسُولِ الله ﷺ وَأْيٌ أو عِدَةٌ» و «ما لم يكُن وأيٌ أو شرطٌ» الوَأيُ: العدةُ المَضمُونةُ، وقيل: الوَأيُ: العِدةُ من غير تَصريحٍ، والعِدةُ: التَّصريحُ بالعَطيَّةِ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
قولُ البُخاريِّ في تَفسيرِ الكَهفِ:«وَأَلَ يئِلُ-نجا- يَنْجُو» * [خ¦٦٥/ ١٨ - ٦٨٧٧] انتقَدَه بعضُهم، وقال صَوابه:«لجَأ يَلجَأ» قال القاضي ﵀: كِلاهُما صَوابٌ، وما قاله البُخاريُّ صحِيحٌ، قال في «الجمهرة»: وألَ الرَّجل يئِل مثلُ وجَد يجِد إذا نجَا فهو وائِلٌ، وقال مثله في «الغريبين»، قال: وبه سُمِّي الرَّجلُ وَائلاً، وكذا صحَّحنا هذا التَّفسيرَ على شَيخِنا أبي الحُسين ﵀، قال أبو بَكرٍ: وتقول: لا وَأَلْتُ إن وَأَلت؛ أي: لا نجَوتُ إن نجَوتَ، وقال في «الغريبين»: فوَأَلْنا إلى حِوَاءٍ؛ أي: لجَأْنا، وبهذا التَّفسيرِ فسَّر الكلمةَ صاحبُ «العين»، وبه فسَّر الآيةَ مَكيّ لا غير، وقال صاحبُ «الأفعال»: وأَلْتُ إلى الشَّيء لجَأتُ إليه، والمَوئلُ المَلجَأ، ولا وَأَلَ من كذا، أي: لا نجَا.
الوَاو مع البَاء
٢٣٢١ - (و ب أ) قوله: «إنَّ الوَباءَ وقَع بالشَّامِ»[خ¦٥٧٢٩] مَهمُوز مَقصُور، وقوله:«المَدينة وَبِيئَة» منه يقال: وُبِئتِ الأرضُ تَوبَأ على ما لم يُسمَّ فاعلُه فهي مَوبُوءةٌ، وهي وَبِيئَةٌ، مثل مَرِيضَة، وذلك إذا