ذلك ويحمِلانه علَيه، وقيل: يكُونَان سبَب الحكم له في الدُّنيا بحُكمِهما ما دام صغِيراً، والهوادةُ: المُحاباةُ، وأصلُه من التَّهويدِ، وهو السُّكونُ؛ أي: لا يسكن ولا يقضي على تركِ حقِّ الله.
وتقدَّم تَفسِيرُ «الهَودَجِ».
٢٣٠٤ - (هـ و ر) قوله: «حتَّى تهَوَّر اللَّيلُ» أي: ذهَب أكثَره، وانهدَم كما ينهَدِم البناء، ومنه: ﴿شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ﴾ [التوبة: ١٠٩] أي: سقَط، ويقال: جرُف هارٌ بالرَّفع، كأنَّه من هائر فتُركِ الهَمزَ، ويقال: توَهَّر اللَّيل أيضاً بتَقديمِ الواو مثل تهوَّر، وتهوَّر البناءُ: سقَط.
٢٣٠٥ - (هـ و ل) قوله: «خَندَقاً من النَّار وهَوْلاً» أي: أمراً يهولُ ويخافُ منه، وأصلُ التَّهولِ: الخوفُ.
٢٣٠٦ - (هـ و م) قوله: «لا هَامَّ ولا صفَر»، و «كيفَ حيَاةُ أصْداءٍ وهَامِ»[خ¦٣٩٢١] الهام: طائرٌ يألَف المَوتَى والقبُور، وهو الصَّدَى أيضاً، وهو ممَّا يطيرُ باللَّيلِ، وهو غيرُ البومِ يُشبِهُه، وكانَت العربُ تزعُمُ أنَّ الرجلَ إذا قُتِل فلم يُدرَك بثَأرِه خرَج من هامَتِه-وهو أعلا رَأسِه- طائرٌ يصِيحُ على قَبرِه: اسقُونِي اسقُونِي فأنا عطشان، حتَّى يُقتَل قاتِلُه، وأشعارُهم في هذا كثِيرةٌ، وقال بعضُهم: تخرُج من رَأسِه دُودَة فتنسلخُ عن طائر يفعلُ ذلك، فنَهيُ النَّبيِّ ﷺ يحتَمِل أنَّه عن هذا، وإليه ذهَب غيرُ واحدٍ، وإليه نحا الحربيُّ وأبو عُبيدٍ، وقال مالكٌ في تَفسيرِه: أُراها الطِّيَرَة الَّتي يقال لها الهامةُ، قال القاضي ﵀: وقد يحتَمِل أنه أراد التَّطيُّر بها، فإنَّ العربَ أيضاً كانت تتطيَّر بالطَّائرِ المُسمَّى الهام، ومنهم من كان يتيَمَّن به، وإلى هذا ذهَب شمرُ بنُ حمدُويَه، وحكاه عن ابنِ الأعرابيّ، قال أبو عُبيدٍ: كانت العرَبُ تزعُمُ أن عِظامَ الموتَى تصِيرُ هامة تطِيرُ، ويُسمّون الطَّائر الَّذي يخرُج من هامة الميِّت إذا بلي الصَّدَى.
٢٣٠٧ - (هـ و ن) قوله: «فمَشَى على هِينَتِه» بكَسرِ الهاء، أصلُه الواو من الهَونِ بالفتحِ، وهو الرِّفقُ والتَّثبُّت، ومنه قوله تعالى: ﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣] قيل: بسَكِينةٍ ووقَارٍ، وقال شمرٌ: الهِينَةُ بالكَسرِ، والهَون بالفَتحِ الرِّفقُ والدَّعةُ، يقال: امضِ على هِينَتِك، وقال بعضُهم: الهُوَينَا تصغير الهُونَا بالضَّمِّ، وهو تأنيث الأهْوَن؛ أي: الأرفَق، قال ابنُ الأعرابي: العربُ تمدح بالهِينِ اللينِ مخفَّفاً؛ لأنَّه عِندَه من الرِّفق والتَّثبُّت، قال: وتذم بالهيِّن واللَّيِّن مُثقَّلاً؛ لأنَّه عنده من الهُون بضمِّ الهاء، وهو الهوانُ،