قوله في (باب الوُضُوء قبلَ الغُسلِ): «هذا غُسْلُه من الجَنابةِ» كذا للقابِسيِّ وابنِ السَّكن، وعند الأَصيليِّ وأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ:«هذه غُسْلُه»[خ¦٢٤٩]، ومعناه: هذه الهيئة أو الصِّفة غُسلِه.
وقول المُنافقِ في كتاب التَّفسيرِ:«لئن رَجَعْنا من هذه لَيُخْرِجَنَّ الأعزُّ منها الأذَلَّ» كذا للجُرجانيِّ، ولغَيرِه:«لئن رَجَعْنا مِن عندِه»[خ¦٤٩٠٠]، والأوَّل الصَّوابُ، وقوله:«من عنده» تصحِيفٌ.
الهَاء مع الرَّاء
٢٢٧٦ - (هـ ر ج) قوله: «ويَكثُر الهَرْجُ»[خ¦٨٥] بفَتحِ الهاء وسكون الرَّاء، فسَّره في الحَديثِ:«القتل»، وقوله في بَعضِ الرِّواياتِ:«الهَرجُ: القَتلُ بلُغةِ الحبَشةِ»[خ¦٧٠٦٥] وهمٌ من قولِ بَعضِ الرُّواةِ، وإلَّا فهي عرَبِيّة صحِيحةٌ، والهرجُ أيضاً: الاختلاطُ، ومنه قوله:«فلن يزالَ الهرجُ إلى يومِ القيامةِ»، ومنه:«العِبادةُ في الهَرْجِ كهِجْرةٍ إليَّ»، ومنه قوله:«يتَهارَجون تهارُج الحمُرِ» أي: يختَلِطون رجالاً ونساءً في الزِّنا والفَسادِ، ويتَناكحُون، والهرجُ: كثرةُ النِّكاحِ، هرَجها إذا نكَحها يهرَجُها، وقال ابنُ دُريدٍ: الهرجُ الفِتنةُ آخر الزَّمانِ.
٢٢٧٧ - (هـ ر د) قوله في خبرِ عيسَى: «فينزِلُ في ثوبَين مَهرُودَتين» قيل: في شُقَّتين أو حُلَّتين، قال ابنُ قُتيبَةَ: مأخُوذٌ من الهَردِ، وهو الشِّقُّ؛ أي: في شُقَّتَين، والشُّقةُ نصف المُلاءةِ.
وقال أبو بَكرٍ: إنَّما يُسمَّى الشِّقُّ هرداً إذا كان للإفساد لا للإصلاحِ.
وقال ابنُ السّكيت: هرَد القصَّارُ الثَّوبَ وهرَته إذا خرَقه، وقيل: أصفَرَين كلون الحَوْذانَة، وهو ما صُبغ بالوَرسِ والزَّعفرانِ، فيقال له: مَهرُود.
وقال ابنُ الأنباري: يقال: مَهرُودَتين بالدَّال والذَّال معاً؛ أي «ممصَّرتين» كما جاء في الحَديثِ الآخرِ.