٢٣٨ - (ت ر ب) قوله: «أما مُعاوِية فرَجُلٌ تَرِبٌ لا مال له» بفتح التَّاء وكسر الرَّاء؛ أي: فَقِير، كما قال في الحَديثِ الآخَرِ:«صُعلوك لا مال له» يقال: تَرِبَ الرَّجلُ إذا افتَقَر وأَتْرَبَ إذا استَغْنى.
وقوله:«ترِبَت يَدَاك»[خ¦٥٠٩٠] أصلُه منه، واختُلِف في مَعناهُ وتَفسيرِه، فقال مالكٌ: خسِرَت، وقال ابنُ بُكيرٍ وغيرُه: استَغْنَت، وأنكَر هذا أهلُ اللُّغةِ؛ إذ لا يقال فيه إلَّا أترَبَت، وقال الدَّاوديُّ: إنَّما هو ثرِبَت بثاء مُثلثة؛ أي: استَغْنَت، وهي لُغَة للقِبْط جرَت على ألسِنَة العَربِ، وهذا يرُدُّه صحيحُ الرِّواية في غيرِ حَديثِ، ومعروفُ كلامِ العَربِ، وقيل: معناه ضعُف عَقْلُكِ! أتجهلين هذا؟ وقيل: افتقرت يداكِ من العِلْم، وقيل: هو حضٌّ على تَعلِيم مثل هذا، وقيل: مَعناه لله دَرُّك، وقيل: امتَلَأت تُراباً، وقيل: ترِبَت أصابها التُّراب، والأصحُّ في هذا أنَّ هذا ومِثلُه من الأدعِيَة المَوجُودةِ في كَلامِ العَربِ المُستَعمَلة كثيراً لدَعمِ الكَلامِ وصِلَته وتَهويلِ الخبَر، مثل: انجُ لا أبا لك، وثكِلَتك أمُّك، وويلُ أمِّه مِسْعَرَ حَربٍ، وهَوَتْ أُمُّه، وعَقْرَى حَلْقَى، وأُلَّ وغُلَّ، وشِبهُه، لا تقصُد به الدُّعاء، وإن كان أصْلُه الدُّعاء، ثمَّ جرَى على ألسِنَتهم وكثُر في استِعْمالهم في غيرِ مَواطنِ الدُّعاء والذَّمِّ، وأتوا به عند التَّعجُّب والاستِحْسان والتَّعظِيم للشَّيءِ.
ومنه في الحَديثِ الآخَرِ:«ترِبَ جَبِينك» وأصلُه القَتِيل يُقتَل فيقَعُ على وَجهِه فَيَتْرَبُ، ثمَّ استُعمِل استِعْمال هذه الألفْاظِ.
قوله:«خلَق الله التُّربةَ يومَ السَّبتِ» يعني الأرضَ، وكذا جاء في غَيرِ كتابِ مُسلِمٍ:«خلَق الله الأرضَ يومَ السَّبتِ».
٢٣٩ - (ت ر ج) قوله: «فدَعا تَرْجُمانه»[خ¦٧] بفَتحِ التَّاء وضمِّ الجيمِ، وضبَطَها الأَصيليُّ بضَمِّهما، وحُكِي عن أبي عليٍّ فيه الوَجهان واستَحَبَّ الضَّمَّ، وهو مُفسِّرُ لُغةٍ بلُغةٍ أُخرَى.
ومنه «لا بُدَّ للحَاكمِ من مُترجِمِينَ»[خ¦٧١٩٥]، وللقابسيِّ «من مُترجِمَينِ» على التَّثنِية، وكِلاهُما صحِيحٌ، فعلى الوَجه الأوَّلِ: أنَّه لا يَستَغنِي عمَّن يُترجِم له عمَّن يَتكلَّم بغير لِسانِه، وعلى التَّثنِية: لا بُدَّ أن يكون في كلِّ تَرجمةٍ اثنان مِنهُم، وقد اختَلَف العُلماءُ هل هو من باب الشَّهادةِ فلا بُدَّ من اثنَين، أو من بابِ الخبَر فيُكتَفَى فيه بالواحِدِ.
٢٤٠ - (ت ر ك) في حَديثِ إبراهِيمَ: «أنَّه جاء يُطالِعُ تَرِكَته» * [خ¦٣٣٦٤] أي: ولَدَه الَّذي ترَكَه بالمَكانِ القَفرِ.