وقوله:«أنتَ المقَدِّم وأنتَ المؤخِّرُ»[خ¦١١٢٠] قيل: معناه: المُنزِّل للأشياءِ منازلها، يقدِّم ما شاء من مخلُوقاتِه ويؤخِّر، ويقدِّم من شاء من عباده بتَوفيقِه، ويُؤخِّر من شاء بخذلانه.
٢٥ - (أ خ و) قوله: «شيَّبتني هُودٌ وأَخَواتُها» جاء مفسَّرًا في حديثٍ آخَر: «هُودٌ، والواقِعةُ والمُرسَلاتُ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشَّمس كوِّرت» سُمِّيت أخواتٍ لها، قيل: لشبهِهنَّ لها بما فيها من الإنذار، وقيل: لأنهنَّ مكِّياتٌ، فهو كالميلادِ للإخوَةِ، وقيل: الَّذي شيَّبه منها ما فيها من ذلك، وقيل: قوله في هُودٍ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: ١١٢]، والأوَّلُ أظهَر.
قوله:«يتَأَخَّى مُنَاخَ رَسولِ الله ﷺ» أي: يَتحرَّى ويقصد، ويقال بالواو * [خ¦١٥٣٥]، وهو الأصلُ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في حديثِ عائشَةَ ﵂:«وأنَّه كانَ يدخُلُ عليها مَن أرضَعَه أخواتُها وبناتُ أُختِها» كذا رِوايةُ ابنِ وضَّاحٍ أو إصلاحُه بتاءٍ باثنتَين فوقَها في كتابِ شَيخِنا ابنِ عيسَى في حَديثِ عبدِ الرَّحمن بنِ القاسمِ، وعندَه اختلافٌ أيضًا في حَديثِ ابنِ شهابٍ، وعند غَيرِه من شيُوخِنا:«أَخِيها» باثنتَين من أسفَل بغَيرِ خِلافٍ، وهو صوابُ الكَلامِ وإن كان معنَى الرِّوايتَين في الفقه واحدًا، وممَّا لا يختَلِف فيه العُلماءُ، وإنَّما اختَلَفوا في لبَنِ الفَحلِ إذا أرضَعَت زَوجَتُه أو أَمَتُه لا ابنَتُه، كما قال في الحديثِ الآخرِ:«فكان يدخُلُ عليها مَنْ أرضَعَه أخواتُها وبناتُ أخِيها، ولا يدخُلُ عليها مَن أرضَعَه نساءُ إخوَتِها».
قوله:«يوشِكُ أنْ يُصَلِّيَ أحَدُكم الصُّبحَ أرْبَعًا-إلى قوله: - فلمَّا انصَرَفْنا أخَذْنا نقولُ: ما قالَ رسولُ الله ﷺ؟» كذا لكافَّتهم؛ أي: جعَلنا وتنَاوَلنا مُذاكرة ما قال نبيُّنا، وعند بَعضِهم:«أَحَطْنا» بالحاء المُهمِلة والطَّاء، قيل: معناه: أحاط بعضُنا ببَعضٍ نَتذاكَر ذلك، وعندي أنَّ معناه: تجمَّعنا نَتذاكَر، قال صاحبُ «العين»: الحِمارُ يحُوطُ عانَته إذا جمَعها، ويقال: أحاط بالشَّيءِ وحاط به.
قوله في حَديثِ جابرٍ ﵁:«أَتُراني ماكَسْتُكَ لِآخُذَ جمَلَكَ؟! خُذْ جمَلَكَ ودَراهِمَكَ»[خ¦٢٠٩٧] كذا رَوَيناه عن القاضي أبي عليٍّ: «لِآخُذَ جمَلَكَ» بكَسرِ لَامِ العِلَّة وفتح الذَّالِ، وعند أبي بَحرٍ:«لا؛ خُذْ جمَلَكَ، خُذْ جمَلَكَ» بـ «لا» النَّافيةِ وضمِّ الخاء وسُكون الذَّال فيهما، والأوَّلُ أشبَه بالكَلامِ، وبما تقدَّمه.