أذني» على الفِعْل عن الصَّدفي بكَسرِ الميم، وبسُكونها وفتح العين لغَيرِه، وكذا عند الجَيَّانيِّ لكن بضمِّ العين، وفي (كتاب الحِيَلِ) بسُكون الصَّاد والميمِ، وفتح الرَّاء والعين [خ¦٦٩٧٩]، كذا ضبَطَه أكثرُهُم.
والرَّفعُ في الحديثِ الأوَّل أوجَه، قال سِيبُويَه: العرَبُ تقول: سَمْعُ أذني زيداً ورأْيُ عيني، تقول ذاك بضمِّ آخرِهما، وأمَّا الَّذي في كتاب الحِيَلِ فوَجهُه النَّصبُ على المَصدرِ؛ لأنَّه لم يُذكرِ المَفعُولُ بعدَه.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«والعينُ تبِضُّ بشَيءٍ من ماءٍ» رُوِي بالمُهملة وبالمُعجَمة مُشدَّدتين، ومعناهما قريبٌ، فالمُهملةِ من البَصيصِ؛ وهو البَريقُ ولَمَعَانُ خرُوجِ الماءِ القليلِ ونَشعُهُ، وبالمُعجمة مِثلُه، قيل: هو من القَطرِ والسَّيلانِ القَليلِ، وقيل: البضُّ الرَّشحُ، يقال منه: بضَّ وضبَّ، ورواية يحيَى الأندلسيِّ في «المُوطَّأ» بالمُعجمة، كذا قيَّدناه عن شيُوخِنا، ووافَقَه التِّنيسيُّ وابنُ القاسمِ والقَعنبيُّ وعامَّتُهم، وحكى القاضي أبو الوَليدِ الباجيُّ أنَّ رِوايةَ يحيَى بالمُهملةِ، وهي رِوايةُ مُطرِّف.
وفي حَديثِ أقرَع وأبرَص:«فردَّ الله عليَّ بصَري»[خ¦٣٤٦٤] كذا لهم، وللقابِسيِّ:«بصِيرَتي» وهو وهمٌ.
البَاء مع الضَّادِ
١٩١ - (ب ض ع) ذكر فيها: «البُضعَ»[خ¦٣١٢٤] بضمِّ الباء وهو الفَرْجُ، والبضعُ أيضاً والمُباضَعة اسمُ الجِماعِ، ومنه قولُهم في الحَديثِ:«استَبضِعي من فلانٍ»[خ¦٥١٢٧] أي: اطلبي ذلك منه للوَلدِ، والبُضعُ مِلك الوَلي للمَرأةِ، والبُضع مَهرُ المَرأةِ، و «يُستَأمَرُ النِّساءُ في أبْضاعِهِنَّ»[خ¦٦٩٤٦] أي: فرُوجِهن، والبِضاعَةُ ما أُبضِع للبيعِ كائناً ما كان، والباضِعةُ في الشِّجَاجِ الَّتي خرَقَت الجِلد، وبضَعتِ اللَّحمَ؛ أي: قطَعَته، وقيل: بل الَّتي بلَغَت اللَّحم ولم تُؤثِّر فيه، وهو قول الأصمعيِّ.
وقوله:«إنَّما فاطمةُ بَضعةٌ منِّي»[خ¦٣٧١٤] بالفَتحِ لا غير.
وقوله:«بِضعاً وخمسين سورةً»[خ¦٥٠٠٠]، و ﴿بِضْعَ سِنِينَ﴾ [يوسف: ٤٢][خ¦٩١/ ٩ - ١٠٣٨٤]، و «بِضْعَ عشْرةَ ليلةً»[خ¦٢٣٠٧]، و «بضعاً وثلاثين ملكاً» * [خ¦٧٩٩] كلُّه بكَسرِ الباء، فقيل: البِضع والبِضعة، وقيل بفَتحِهِما أيضاً ما بين ثلاث إلى عَشرٍ، وقيل: ما بين اثنين إلى عَشرةٍ، وما بين اثني عشر إلى عشرِينَ إلى ما فوقَها، ولا يقال في أحد عشر ولا في اثني عشر، وقال الخليل: البِضعُ سَبعٌ، وقال أبو عُبيدَةَ: هو ما بين نِصفِ العقْدِ؛ يريد من واحدٍ إلى أربعٍ، وقال ابنُ قُتَيبةَ: هو من ثلاثٍ إلى تِسْعٍ.