الفِعلُ كانت مُشدَّدَة ومُخفَّفَة، وقد جاءَتِ المفرَدة مخفَّفة قالوا: رُبَ رَجُلٍ، ورُبَتَ رَجُلٍ، ورُبَتما رَجُلٍ، ورُبَتها رَجُلٍ، واختلَفَ النُّحاة في مَعناها؛ فأكثَرُهم يقول: إنَّها للتَّقليلِ، وبعضُهم يقول: إنَّها للتَّكثيرِ، كقوله:
ألا رُبَّ يومٍ لك مِنهُنَّ صالحٍ .....................................
ومُحقِّقوهم يقولون: إنَّها تأتي للوَجهَين، وأكثرُ استِعْمالِها في التَّقليلِ.
وقوله في الزَّكاةِ:«ولا تأخُذِ الرُّبَّى»: بالضَّمِّ وشدِّ الباء مَقصُور؛ هي الشَّاةُ الحَدِيثَة العَهدِ بالنِّتاجِ، وهو رِبابُها بالكسر، وجمع الرُّبَّى رُبابٌ بالضَّمِّ، وقيل: هي التي تُربِّي ولَدهَا، وقيل: لا يقال ذلك في النَّعجةِ ويقال في البَقرة والنَّاقة والعَنزِ، وقيل: الرُّبَّى التي يضَعُ الرَّاعي مَتاعَه عليها، والأوَّل أشهَرُ.
٧٩٧ - (ر ب د) قوله: «إنَّ مَسجِدَه كان مِرْبداً لِيَتيمَين»[خ¦٣٩٠٦] و «بمِربَدِ النَّعَمِ»[خ¦٧/ ٣ - ٥٦٧] أي: مَوضِعاً تُحبَس فيه الإبلُ والغنَمُ، ومِرْبَدُ البَصرَةِ سوقُ الإبلِ التي تحبَس فيه للبَيعِ، وقد يكون أيضاً للتَّمر إذا جُدَّ يُيَبَّسُ فيه مثل الجَرِين، وأصلُه من الإقامة واللُّزوم، وقولهم: رَبَدَ بالمَكانِ إذا أقَامَ فيه.
وقوله:«اربَدَّ وَجْهه»، و «تَرَبَّد»، و «جعَل يَرْبَدُّ» صار مُرْبادّاً، وفي الفِتَن:«والآخر أسودُ مُربَادٌّ» وفي بَعضِ رِوَاياتِ مُسلمٍ: «مُربَئِدٌّ» بالهَمزِ، الرُّبْدَةُ؛ لونٌ بَيْن البياضِ والسَّوادِ والغُبْرَة مثلُ لَونِ الرَّمادِ، ومنه قيل للنَّعام: رِبْدٌ؛ لأنَّه لونُها، والهمزةُ لغةٌ في هذا البابِ اربأدَّ واحمأرَّ.
٧٩٨ - (ر ب ط) قوله: «فذَلِكُم الرِّباطُ»، و «رَجُلٌ رَبَطَها»[خ¦٢٣٧١]، يعني: الخيل كذا، الرِّباطُ ملازمة الثُّغُر للجِهَاد، شبَّه أجرَ المُصلِّي به، وربطُ الخيلِ: حبسُها وإعدادُها لِما يُراد منها؛ من جِهادٍ أو كَسبٍ وغَيرِ ذلك، وقيل: مَعناه: أنَّ هذا يربِطُ صاحِبَه عن المَعاصِي ويعقِلُه ويكُفُّه عنها، فهو كمَن رُبِط وعُقِل.