وفي الذَّبائحِ:«اِعجَلْ أو أَرِنِ»[خ¦٥٥٠٩] بفتحِ الجيم وسكونِ اللَّام على الأمرِ من العَجَلةِ بالذَّبيحةِ والإجهازِ عليها، وعلى ما ذكرناه في حرفِ الهمزةِ، وروايةُ من رواه:«أو أَرْنِي»[خ¦٢٥٠٧] يكونُ: بفتحِ لام أفْعَل التي هي للمُبالغةِ، وهو بمعنى الأوَّلِ؛ أي: ذَكِّ بأعجلَ ما يُنهِرُ الدَّمَ ويجهِزُ على الذَّبيحةِ.
وقولُه:«فعَجِلَتْ عن خِمارِها» أي: تعجَّلت، قال الله تعالى: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: ٨٤].
وقوله:«فتوَضَّؤوا وَهُم عِجَالٌ»، ويُروى:«عُجَالى» هما بمعنًى، عُجالى: جمعُ عَجلانَ.
وقوله:«يُرتَقى إليها بعَجَلَةٍ»[خ¦٤٩١٣] هي مفسَّرةُ في الحديثِ، كالدَّرَجةِ تُصنَع من جِذْعِ النَّخلةِ.
١٥٩٢ - (ع ج م)«العَجْماء جُبارٌ»[خ¦١٤٩٩] ممدودٌ؛ أي: البهيمةُ؛ يريدَ فعلُها هَدَرٌ، وقد فسَّرناهُ في الجيمِ؛ سمِّيت عَجماءَ؛ لأنَّها لا تتكلَّم.
ومنه:«إذا رَكبتُم هذه الدَّوابَّ العُجْم» وخصَّها هنا بهذِه الصِّفة؛ لأنَّها لا تتكلَّم فتبيِّنُ عن نفسِها ما بها من مشقَّةٍ، وفي «الموطَّأ»«في الصَّغيِر والأعجَميِّ الذي لا يُفصِحُ»، وعندَ ابنِ أبي جعفرٍ:«والعجَميِّ» والأوَّل أوجَه.
وقوله:«فاستَعجَمَ القرآنُ على لِسَانِه» أي: ثقُلَت عليه كالأعجميِّ، والأعجمُ: الذي لا يفصِحُ، والذي في لسانِه لُكْنةٌ، وإن كانَ عربيّاً، وأمَّا العجميُّ فمَن يُنسَب إلى العَجَمِ وإنْ كان فصيحاً بليغاً، هذا قولُ ابن قُتيبةَ ومَنْ وافقَه من أهلِ الُّلغةِ، وقالَ أبو زيدٍ: القيسيُّون يقولون: هم الأعجَمُ ولا يعرِفونَ العَجَم، قال ثابتٌ: وقولُ أبي زيدٍ أولى، قال الشَّاعر: