للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولها: «وَأَخْرُزُ غَرْبَه» [خ¦٥٢٢٤] منه؛ أي: دلوَه الموصوفَةَ.

وقوله: «هل من مُغَرّبةِ خَبرٍ» قال أبو عُبيدٍ: يقال بفتحِ الرَّاءِ وكسرِها، وأصلُه من الغربِ؛ وهو البُعدُ، وبالكسرِ رواهُ شيوخُ «الموطَّأ» وكذلك روَته الكافَّة بفتحِ الغينِ، ورويناهُ من طريقِ المهلَّبِ «مُغْرَبة» بسكونِ الغينِ، وحكاه البُونيُّ عن بعضِهم، ومعناه: هل عندَكم خبرٌ عن حادثٍ يُستغرَب؟، وقيل: هل من خبرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ؟، يقال: غَرَّبَ الرَّجلُ إذا بَعُدَ.

وقاله صحابُ «الأفعالِ» بالتَّخفيفِ، قال: وأغرَبَ الرَّجلُ؛ إذا أتى بغريبٍ من قولٍ أو فعلٍ، وعلى الإضافةِ بغيرِ تنوينٍ رويناه عن شيوخِنا في «الموطَّأ» وأنكرَ بعضُهم نصبَ (خبرٍ)، وأجازَه بعضُهم على المفعولِ من معنى الفعلِ في (مُغرِّبةٍ)، وهو الذي كان يميلُ إليه بعضُ شيوخِنا من أهلِ العربيَّةِ.

وقوله: «وتغريبِ عامٍ» [خ¦٢٦٤٩] أي: نفيِه عن بلدِه، يقال: غرَّبتُ الرَّجلَ وأغربتُه، إذا نفيتَه وأبعدتَه.

وقوله: «كما تُذادُ الغَريبةُ من الإبلِ» [خ¦٢٣٦٧] معناه: الرَّجلُ يوردُ إبلَه الماءَ فتدخلُ معها النَّاقةُ ليسَت منها، فتُضرَب عنها حتَّى يَسقيَ إبلَه.

وقوله: «كالكوكَبِ الغارِبِ» [خ¦٦٥٥٦] معناه: البعيدُ من رأيِ العينِ، الدَّاني للغروبِ، ومثلُه في الرِّوايةِ الأخرَى: «العازبِ» بالعينِ المهملةِ والزَّايِ، ويروَى: «الغَابِر» [خ¦٣٢٥٦] وقد ذكرنَاه قبلُ.

وقوله: «فأصابَه سهمٌ غَربٌ» [خ¦٢٨٠٩] يُقال على النَّعتِ بفتحِ الرَّاءِ وسكونِها، قال أبو زيدٍ: فبفتحِ الرَّاءِ إذا رمَى شيئاً فأصابَ غيرَه، وبسكونِها إذا أتى السَّهمُ من حيثُ لا يدري، وقال الكسائيُّ والأصمعيُّ: إنَّما هو سهمُ غَرَبٍ، بفتحِ الرَّاءِ مضافاً؛ الذي لا يُعرَف راميه، فإذا عُرِف فليسَ بغَرَبٍ، قال أبو عبيدٍ: والمُحدِّثونَ يسكِّنونَ الرَّاءَ، والفتحُ أجودُ وأكثرُ في كلام العربِ، وقال ابنُ سراجٍ: والإضافةُ أيضاً مع فتحِ الرَّاءِ، ولا يُضاف مع سكونِها، ومنه: سهمُ غَرَضٍ بالضَّادِ، وحجرُ غَرَضٍ.

١٧٢٩ - (غ ر ث) قوله: «وتصبحُ غَرْثى من لحومِ الغَوَافلِ» [خ¦٤١٤٦] أصلُ الغَرَثِ بفتحِ الرَّاءِ؛ الجوعُ، هذا استعارةٌ؛ أي: أنَّها لا تذكرُ أحداً بسوءٍ ولا تغتابُه.

وفي محاجَّة النَّار والجنَّة وقولُ الجنَّة: «ما لي لا يدخُلني إلَّا ضُعفاءُ النَّاس وغَرَثُهم وسَقَطُهم» كذا في حديثِ عبدِ الرَّزاق عندَ كافَّة

<<  <  ج: ص:  >  >>