كاليوم أفضع» أي: منه، فحُذِفَ لدلالةِ الكلامِ عليه، ومعنى: أفضعُ؛ أي: أشدُّ كراهةً، والفَضيعُ: الشَّديد في كراهةٍ.
وقوله في حديثِ الأسود:«وضع في يدي إسواران من ذهب ففُضِعتهما» بضمِّ الفاء الثَّانية وكسرِ الضَّادِ بمعناه، وكما قال:«فأهمَّني شأنُهما وكرهتُهما»[خ¦٣٦٢١] ونحوه، ومثله «إلى أمرٍ يُفضِعُنا» أي: تشتدُّ كراهتُه علينا.
١٨٦٣ - (ف ض و) قوله: «أن نُفضيَ إلى نسائِنا» كنايةٌ عن الجماعِ، وأصلُه الوصولُ للشَّيءِ؛ أفضَى إلى كذا؛ وصلَ إليه، ومنه:«أفضَوا إلى ما قدَّموا»[خ¦١٣٩٣] أي: وصلُوا إليه من خيرٍ أو شرٍّ.
وقوله:«أن يُفضيَ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ دونَ ثوبٍ» أي: يباشرَه ويصلَ جسمَه إلى جسمِه.
وقوله:«يُفضي بفَرْجِه إلى السَّماءِ»[خ¦٥٨٤] أي: يكشفَه ويصلَه بجهتِها دون ساترٍ له.
فصلُ الاختلافِ والوهم
قوله في المُعتدَّة:«ثمَّ تؤتى بدابَّةٍ شاةٍ، أو طيرٍ فتفتَضُّ به -بالفاءِ- فقلَّما تفتَضُّ بشيءٍ إلَّا ماتَ»[خ¦٥٣٣٧] كذا الرِّوايةُ في هذه الأمَّهاتِ فيها بالفاءِ إلَّا عن المروزيِّ فقال: «تقتضُّ» بالقافِ في كتابِ الطَّلاقِ، ونقلَه بعضُهم عنه:«فتقبضُ» بالباءِ، ومعنى الفاءِ: تمسحُ به قُبُلها، فيموتُ لقبحِ ريحِها وقذارتِها، وسُمِّي فعلُها ذلك افتضاضاً كأنَّها تكسِرُ عدَّتها، وما كانت فيه بفعلِها ذلك.
والفضُّ: الكسرُ، وقيل: تفتضُّ تتفرَّجُ بذلك ممَّا كانت فيه، وتزيلُه عنها، أو تزولُ بذلك من مكانِها وحِفْشها الذي اعتدَّت فيه، والفضُّ: التَّفرُّق، ومنه: ﴿لَانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩] وقيل: هو شيءٌ كانوا يفعلونَه كالنَّثرةِ، قال مالك:«تفتضُّ: تمسحُ به جلدَها كالنُّشرةِ» وقال البرقيُّ: تفتض: تمسحُ بيدِها على ظهرِه، وقيل: هو مشتقٌّ من الفِضَّة؛ كأنَّها تتنظَّف بما تفعلُه من ذلك ممَّا كانَت فيه وتغتسلُ بعدَه وتتنقَّى من درنِها حتَّى تصيرَ كالفِضَّة.
وتقتضُّ قريبٌ من التَّفسيرِ الأوَّل؛ لأنَّ القضَّ: الكسرُ أيضاً، وقد رواه الشَّافعيُّ: