وفي صفة جهنم:«يَحْطِمُ بعضُها بعضاً»[خ¦١٢١٢] أي: يأكُل بعضُها بعضاً، وبذلك سُمِّيت الحُطَمَةَ؛ لأنَّها تَحْطِم كلَّ شيءٍ.
وفي الحديث:«وشَرَّ الرِّعاءِ الحُطَمة» بضمِّ الحاء وفتحِ الطَّاء؛ أي: العنيفِ في رِعْيَتِه المال الذي يُلقِي بعضَه على بعضٍ حتَّى يَحْطِمه. ويُقال أيضاً: حَطْمٌ، ومنه سُمِّي «الحَطيمُ»[خ¦٣٨٤٨] بمكَّةَ؛ لانحِطام النَّاس عنده وتزاحُمِهم للدُّعاء والحَلِف عنده، وقيل: بل كان يَحْطِم الكاذبَ في حَلِفه، وزعَم الهرويُّ أنَّ «الحَطِيم» حِجْرٌ بمكَّةَ ممَّا يلي الميزاب، قال النَّضر: سُمِّي حطيماً؛ لأنَّ البيتَ رُفِع فتُرِك ذلك مَحْطوماً، وهو ما بين الرُّكن والمقام، وسيأتي.
وفي حديث عائشةَ:«بعدما حطَّمتُموه»، وفي الرِّواية الأخرى:«بعدما حَطَمَه النَّاسُ» تعني النَّبيَّ ﷺ؛ أي: بعدما كَبِر، يُقال: حَطَم فلاناً أهلُه إذا كبِر فيهم، كأنَّهم بما حمَّلوه من أثقالهم صيَّروه شيخا مَحْطوماً.