من الهمِّ بأمورِ الدُّنيا، وقيل: الفَرقُ بين «الهمِّ» و «الحَزَن» أنَّ «الحَزَن» لما مضَى وفات، و «الهمُّ» بما يأتي، وهو الغَمُّ للفِكرةِ ممَّا يخافُه أو يرجُوه من الهمِّ برِزقه أو الفَقر أو توَقُّعِ حوادثِ الدَّهر. يُقال منه: حَزَنَني وأحْزَنَني، وقُرِئ بهما: ﴿لَيُحْزِنُنِي أَن تَذْهَبُواْ﴾ [يوسف: ١٣]، و ﴿ليَحْزُنني﴾، وقال أبو حاتم: أحْزَنَني في الماضي، وحَزَنَني في المستقبَل.
٤٧٢ - (ح ز ي) وقوله: «وكان هِرقلُ حَزَّاءً ينظرُ في النُّجومِ»[خ¦٧] بفتحِ الحاء وتشديدِ الزَّاي ممدودٌ، الحَزَّاءُ والحَازي: المتكهِّن، يُقال منه: تَحزَّى، وحَزَى يَحْزِي ويَحْزُو إذا تكهَّن، وقد فسَّره في الحديثِ في قوله:«ينظُر في النُّجوم».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«فطفِقتْ حَمْنةُ تُحازِب لها» بالزَّاي روايةُ الجمهور، وللأصيليِّ:«تُحارِبُ»[خ¦٤١٤١] بالرَّاء، والأوَّلُ أظهَرُ؛ أي: تتعصَّب لها وتُظهِر أنَّها في حِزْبها، وتقدَّم في حرفِ الجيم والرَّاء حديثُ ابنِ الزُّبير، وقولُ من رواه:«يُحزِّبُهم لذلك»، والخلافُ فيه.
قوله:«فحبَسَناه على خَزِيرٍ صنَعْناه» بالخاءِ المعجمة بعدَها زايٌ، وآخِرُه راءٌ، وفي الرِّوايةِ الأخرى:«خَزِيرةٍ»[خ¦٤٢٥] بزيادةِ تاءٍ، كذا في الصَّحيحين لرواتِهما بالوجهَين [خ¦٥٤٠١]، ووقَع في كتابِ الصَّلاة من كتابِ البخاريِّ من روايةِ القابسيِّ:«حَزِيرة» بالحاءِ المهملة، وهو وهمٌ وتصحيفٌ، وفي البخاريِّ في كتابِ الأطعمةِ تفسيرُ الخَزِيرة:«وقال النَّضرُ: الخَزِيرَةُ من النُّخالةِ، والحَريرةُ من اللَّبَنِ»[خ¦٧٠/ ١٥ - ٨٠٢٧] يريد في الآخِر بحاءٍ مهملةٍ وراءَين مهملتَين، وقال ابنُ قتيبةَ: الخَزِيرة: لحمٌ يُقطَّع صِغاراً ويُصَبُّ عليه ماءٌ كثيرٌ، فإذا نضِج ذُرَّ عليه الدَّقيق، فإن لم يكن فيها لحمٌ فهي عصِيدة، وقال الخليل: الخَزِيرةُ: مَرَقةٌ تُصفَّى من بُلالةِ النُّخالةِ ثمَّ يُطبَخ، وقال يعقوبُ نحوَ قولِ ابنِ قتيبةَ، ولكن قال: يكون من لحمٍ باتَ ليلةً، ولا تُسمَّى خَزِيرةً إلَّا وفيها لحمٌ، وقيل: الخَزِيرة والخَزِير: الحساءُ من الدَّسَم والدَّقيق.
وقوله:«فذَروها في اليمِّ في يومٍ حازٍّ» كذا للمروزيِّ بزايٍ مشدَّدةٍ في كتابِ بني إسرائيل، وفسَّره فقال:«يحُزُّ ببَرْده أو حَرِّه»، وكذا قيَّده الأَصيليُّ عنه، وكذا لأبي ذرٍّ، ولأبي الهيثم: