وقوله:«قضَى في اليَربوعِ بعَناقٍ»، و «عندِي عَنَاقٌ»[خ¦٩٨٤]، و «لو مَنَعُوني عَنَاقاً»[خ¦١٤٠٠] قال الخليلُ: هي الأنثَى من المعزِ، قال الدَّاوديُّ: هي الجذَعةُ التي قارَبَت أن تَحمِلَ ولم تَحمِل، وفي الرِّوايةِ الأخرَى:«عندِي عَنَاقُ جَذَعَةٍ»[خ¦٩٨٣].
وقوله:«لا يزالُ النَّاس مُختَلفَةً أعناقُهُم في طَلَبِ الدُّنيا» أي: رؤساؤُهم وكبراؤُهم، وقد قيلَ ذلك في قوله تعالى: ﴿فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ [الشعراء: ٤] وقد يكونُ المرادُ هنا الجماعاتُ، يقال: جاءَني عُنُقٌ من النَّاسِ؛ أي: جماعةٌ، وقد تكونُ الأعناقُ أنفُسُها عبَّرَ بها عن أصحابِها، لا سيَّما وهي التي تتشوَّفُ وتتطلَّعُ للأمورِ.
وقوله في المادِحِ:«قَطَعتَ عُنُقَ أخيكَ»[خ¦٦١٦٢] أي: قتلتَه وأهلكتَه في آخرتِه كمن قطعَ عنُقَه في الدُّنيا؛ أي: لِمَا أدخَلتَ عليه من العُجْبِ بنفسِه بمدحكِ له، فيهلَك من ذلك، وتقدَّم قوله:«تُقطَعُ الأعناقُ إليه»[خ¦٦٨٣٠].
وقوله:«لو مَنَعُوني عَنَاقاً»[خ¦١٤٠٠] على ما جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ، قيل: هو على جهةِ التَّقليلِ إذ العَناقُ لا تؤخذُ في الصَّدقةِ.
١٦٥٩ - (ع ن ي) قوله: «أَرقيكَ من كلِّ داءٍ يَعنيك» أي: ينزلُ بكَ. ومنه قولُه:«مِن حُسنِ إسلام المرءِ تَركه ما لا يَعنيه» أي: ما لا يَخصُّه ويلزَمُه، وقيل: يَعنيك يَشغَلُك، يقال منه: عُنِيتُ بالأمرِ بضمِّ العين، وعَنِيتُ بفتحِها لغةٌ قليلةٌ.
وقوله:«إنَّه عنَّانَا»[خ¦٣٠٣١] العناءُ المشقَّةُ، وعنَّانَا: ألزمَنا العناءَ، وكلَّفنَا ما يشقُّ علينا، وألزمنَا إيَّاه، يصحُّ أن يكونَ من ذواتِ الياءِ، ومن ذواتِ الواوِ، ومنه:«يا ليلةً من طولِها وعَنَائِها»[خ¦٢٥٣١] أي: مشقَّتِها، ومنه:«لم تَترُك رسُولَ الله ﷺ من العَنَاء»[خ¦١٢٩٩]، ومنه في فضلِ الرَّميِ:«لولا كَلامٌ سمعتُه من رَسولِ الله ﷺ لم أُعَانِه» أي: لم أتكلَّف مشقَّتَه، ورواهُ القابسيُّ:«أعانِيه» وهو خطأٌ، وعندَ بعضِهم:«فلَم أعاتِبه» وهو تصحيفٌ منه لا وجهَ له.