مَفتُوحة تَفعَّل منه، وقد جاء في حَديثٍ آخَر بالهاء مَكان الحاء، وهو صحِيحٌ بمعناه، مُفسَّر في الحَديثِ أيضاً.
٢٢٢٧ - (ش ق ص) قوله: «مَن أعتَق شِقْصاً له مِن عبدٍ» كذا رِوايَة ابنِ ماهانَ في حديثِ ابنِ مُعاذٍ، ولغَيرِه:«شَقِيصاً» في كتاب مُسلمٍ، ورِوايَة الكافَّة في البُخاريِّ في كتاب الشَّركةِ في حديث أبي النُّعمانِ [خ¦٢٥٠٤]، وللجُرجانيِّ هنا:«شِركاً»، ورِوايَة جماعَتِهم في البُخاريِّ في حَديثِ بِشرِ بنِ محمَّدٍ في كتابِ الشَّركةِ وفي كتابِ العِتْق لجُمهورِهم:«شَقِيصاً»[خ¦٢٤٩٢]، وكذلك لرُواةِ مُسلمٍ في غير حَديثِ ابنِ مُعاذٍ، وكِلاهُما صحيحٌ، الشِّقْصُ بالكسر، والشَّقِيصُ: النَّصيبُ، مثل النِّصف والنَّصيف، وفي «الجمهرة»: الشَّقيصُ القليلُ من كلِّ شيءٍ.
قوله:«كَواهُ بِمِشْقَصٍ»، و «قطَع براجمه بمِشقصٍ» بكَسرِ الميم، و «بِمَشَاقِصَ»[خ¦٦٢٤٢] هو نصل السَّهم الطَّويل غير العريض، وقال ابنُ دُريدٍ: هو الطَّويلُ العَريضُ، وجمعُه: مَشاقِص، وقال الدَّواديّ: المِشقَص: السِّكينُ، وأُراه فسَّره على المعنَى، ولا يصِحُّ، وفي روايةِ الطَّبريِّ في حَديثِ حُميدٍ:«فشدَّد إليه بمِشْقَاص».
٢٢٢٨ - (ش ق ق) قوله في الوَفاةِ: «وقد شَقَّ بصرُه» بفتح الشِّين بمعنَى: «شخص»[خ¦٤٤٣٧] في الرِّواية الأُخرَى، وقد فسَّرناه.
وقوله:«ومَن يُشَاقِّ يَشْقُقِ الله عَليهِ»[خ¦٧١٥٢] يحتَمِل أن يريدَ به الخلافَ وشقَّ العَصا، ويحتَمِل أنه يريدُ أنه محمل على النَّاس ما يشُقُّ عليهم.
وقوله:«لَولَا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي لأَمَرتُهُمْ بالسِّواكِ»[خ¦٨٨٧] أي: أثقل عليهم، ومنه:«لَقَد شَقَّ عليَّ اختِلافُ أصحَاب محمَّد ﷺ» أي: ثقُل وعظُم عليَّ، يقال منه: شقَقت عليه شقّاً بفَتحِهِما إذا أدخَلْت عليه مَشقَّة وثقلاً، ومنه قوله تعالى: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ﴾ [القصص: ٢٧] وبالكَسرِ: الجهدُ، ومنه قوله تعالى: ﴿إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ﴾ [النحل: ٧]، وقوله في العَبدِ:«غيرَ مَشقُوقٍ عَليهِ»[خ¦٢٤٩٢] من هذا؛ أي: غير مجهُود وملزم ما يثقل عليه.
وقوله:«جِئنَاكَ مِن شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ»[خ¦٨٧] أي: من مَسيرٍ بَعيدٍ فيه مَشقَّة.
وقوله في القَمرِ:«كأنَّه شِقُّ جَفْنَةٍ» بالكَسرِ؛ أي نِصفُها، وشِقُّ كلِّ شيءٍ نِصفُه.
وقوله:«يَشقُّ عَصَاهُم» أي: يُفرِّق جماعتهم، وقد تقدَّم في العين.