للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهو من معنى اسمِه تعالى: «الصَّبورُ» و «الحليمُ»؛ ومعناه: الذي لا يعاجِلُ العصاةَ بالنِّقمةِ، بل يعفو ويؤخِّرُ ذلك إلى أجلٍ معلومٍ عندَه بمقدارٍ، والحليمُ: بمعناه إلَّا أنَّ في معنى الحليمِ الصَّفحَ مع القُدْرةِ والأمنَ من العقوبةِ، والصَّبورُ: تُخشَى عاقبةُ أخذِه، وهذا الفرقُ بين الصَّبرِ والحلْمِ.

وقوله للأنصارِ: «اصْبِروا» [خ¦٢٣٧٦] أي: اثبُتوا على ما أنتم عليه ولا تُخْفوا، وأصلُ الصَّبرِ: الثَّباتُ.

وقوله: «الصُّبرةُ من التَّمْرِ» بضمِّ الصَّادِ، و «قَرَظٌ مصبورٌ» [خ¦٤٦٢٩] هو الشَّيءُ المجتمِعُ منه على الأرضِ بعضُه على بعضٍ.

وقوله: «الصَّبرُ ضِياءٌ» يحتملُ ظاهره، وهو الصَّبرُ عن الدُّنيا ولذَّاتِها، والأظهرُ هنا أنَّه الصَّومُ، كما جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ، وسُمِّيَ الصَّومُ صبراً لثباتِ الصَّائمين، وحبسِهم أنفُسَهم عن شهواتِهم.

وقيل: ذلك في قوله تعالى: ﴿اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ [البقرة: ٤٥] أي: الصَّومِ، وسُمِّيَ شهرُ رمضانَ: «شَهْر الصَّبْرِ» لذلكَ. قال ابنُ الأنباريِّ: الصَّبرُ: الحبسُ، والصَّبرُ: الإكراهُ، والصَّبرُ: الجرأةُ.

١٤٦٠ - (ص ب غ) قوله: «فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغةً» أي: يُغمَّسُ مرَّةً ويُغرَّقُ.

قوله: «ولَبِسَ ثياباً صَبيغاً» أي: مصبوغةً ملوَّنةً، يقال: صبَغَ يصبُغُ: بضمِّ الباءِ في المستقبلِ وفتحِها وكسرِها صَبغاً وصِبغاً: بفتحِ الصَّادِ وكسرِها، والصَّبغةُ: المرَّةُ الواحدةُ: بالفتحِ، والصِّبغةُ بالكسرِ: الملَّةُ والدِّينُ، ومنه: ﴿صِبْغَةَ اللهِ﴾ [البقرة: ١٣٨].

١٤٦١ - (ص ب و) قوله: «نُصِرْتُ بالصَّبا» [خ¦١٠٣٥] مفتوحٌ مقصورٌ، هي الرِّيحُ الشَّرقيَّةُ، وهي القَبولُ، وهي التي تأتي من المشرقِ، وقيل: التي تخرجُ من وسطِ المشرقِ إلى القَطْبِ الأعلى حِذاءَ الجَدْيِ.

وقيل: ما بينَ مطلعِ الشَّمسِ إلى الجَدْيِ.

[فصل في الاختلاف والوهم]

قوله: «فأضعُ صَبيبَ السَّيفِ في بطنِه» كذا لأبي ذرٍّ وبعضِهم، وكذا ذكرَه الحربيُّ، وقال: أظنُّه طرفَه، وفي روايةِ أبي زيدٍ المروزيِّ والنَّسفيِّ: «ضَبيْبَ» بالضَّادِ المعجَمةِ، وهو حرفُ طرفِ السَّيفِ، وعندَ غيرِهم فيه اختلافٌ وصُوَرٌ، لا يتَّجِه لها وجهٌ، قال القابسيُّ: والمعروفُ فيه: «ظُبة» [خ¦٤٠٣٩] ونحوه في أصلِ الأَصيليِّ، على تخليطٍ في صورتِه لغيرِ أبي زيدٍ.

وقوله في حديثِ تأخيرِ العتَمةِ: «فخرجَ رسولُ اللهِ يقطرُ رأسُه ماءً واضِعاً يدَه على رأسِه» [خ¦٥٧١] ثمَّ وصفَ ذلك فقال: «فوضعَ أطرافَ أصابعِه على رأسِه ثمَّ صَبَّها،

<<  <  ج: ص:  >  >>