وقوله:«وكان بُطْحانُ يجري نَجْلاً»[خ¦١٨٨٩] كذا لأكثرِ الرُّواة، وهو الصَّواب؛ بسكونِ الجيمِ وفتحِ النُّون، وضبطَهُ الأَصِيليُّ بفتحِ الجيمِ، وهو وهمٌ، ومعناه: يَنِزُّ نزَّاً: يظهرُ ويَجري ويَنبسط. قال يعقوب: النَّجْلُ: النَّزُّ حين يظهرُ وينبُعُ من الماء، وقال الحرْبيُّ: نَجْلاً؛ أي: واسعاً، وقيل: النَّجْلُ: الغديرُ الذي لا يزالُ فيه الماء، وفسَّره البخاريُّ:«يعني ماءً آجِنَاً» وهو خطأٌ من التَّفسيرِ، وقد ذكرناه في الهمزة، وإنَّما الآجِنُ: المتغيِّر.
وفي (بابِ ما كان النَّبيُّ ﷺ يأكلُ حتَّى يُسمَّى له): «ضبَّاً محنوذاً قدِمَتْ به عليها أختُها … من نَجْدٍ»[خ¦٥٣٩١] كذا لجميعِهِم، قال الأَصِيليُّ: شكَّ أبو زيدٍ في «نجدٍ» أو «نجدةٍ»، وفي العرْضةِ المكِّيَّة:«نجد» وكذا لسائرِ رواةِ أبي زيدٍ.
النُّون مع الحاء
١٣١٥ - (ن ح ب) قول البخاريِّ في تفسيرِ قوله: «﴿من قَضَى نَحْبَهُ﴾ [الأحزاب: ٢٣]: عهدَه»[خ¦٥٦/ ١٢ - ٤٣٨٧]، وقال غيرُهُ:«موتَهُ»، والنَّحْبُ: الموتُ، وقيل:«نذرَه»؛ ومعناه: إلزامُه نفسَهُ الموتَ في الحربِ فوفَّى به، ويكون إلزامُهُ ما عاهدَ اللهَ عليه ونذرَهُ من الصِّدقِ في نصرِ الدِّينِ والحربِ، ومنه:«وطلحةُ ممَّن قَضَى نَحْبَهُ».
١٣١٦ - (ن ح ت) قوله: «كأنَّما تَنحِتُونَ الفِضَّةَ من عُرضِ الجبلِ» أي: تقْشِرون، يقال: ينحت بالفتحِ والكسرِ في المستقبل، ونحَتَ: بالفتحِ في الماضي لا غير.
١٣١٧ - (ن ح ر) وقولها: «بين سَحْرِي وَنَحْري»[خ¦١٣٨٩] النَّحرُ معلومٌ، وهو مجتَمعُ التَّراقي في أعلى الصَّدرِ، والسَّحْر: الرِّئَة. وسيأتي في بابه.
وقوله:«في نَحْرِ العدوِّ» أي: مُقابَلَتِهِ، كما قال في الحديثِ الآخر:«وُجَاهَ العدوِّ»[خ¦٤١٢٩].
وقوله:«في نَحْرِ الظَّهيرةِ»[خ¦٢٦٦١] قال الحرْبيُّ: هو حيثُ تبلغُ الشمسُ منتهاها من الارتفاع، وقال يعقوبُ: هو أوَّلُها.
١٣١٨ - (ن ح ل) قوله: «نَحَلْتُ ابني نُحْلاً»، و «نَحَلْتُكَ»، و «مَن نَحَل ابنَهُ نُحْلاً» و «نِحْلةً»[خ¦٦٧/ ٤٩ - ٧٦٣٠] أصلُهُ كلُّه: العطيَّةُ بغيرِ عِوَضٍ.