للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَفوانَ على أمِّ سلمَةَ أمِّ المُؤمِنِين فسَألاها عن الجَيشِ الَّذي يُخسَف به، وذلك أيَّام ابنِ الزُّبيرِ»، قال الوقَّشِيُّ قوله: «وذلك أيَّام ابنِ الزُّبيرِ» لا يصِحُّ؛ لأنَّ أمَّ سلمَةَ لم تُدرِكْها، ماتَت أيَّام مُعاوِيةَ.

قال القاضي : قد ذكَر أبو عُمرَ بنُ عبدِ البرِّ أنَّ أمَّ سلمَةَ ماتَت أيَّام يزيدَ بنِ مُعاويَةَ، وإذا كان هذا فما في الأمِّ صحيحٌ، فإنَّ عبدَ الله ابنَ الزُّبيرِ نازَع لأوَّل ما بلغَته البيعةُ له عند مَوتِ مُعاويةَ، ووَجَّه إليه يزيدُ أخاه عمرُو بنُ الزُّبيرِ ليُقاتله بمكةَ، والخبرُ بهذا مَعروفٌ، ذكَره الطَّبريُّ وغيرُه.

٢٦١٨ - وقوله في فَضائلِ فَاطمَةَ من رِوايَةِ أبي كَاملٍ: «كان يُعارِضُه القُرآن في كلِّ سنَةٍ مرَّة أو مرَّتين، وأنه عارَضَه الآن مرَّتين، وأني لأُرَى الأجلَ اقترَب» قال بَعضُهم: قوله: «أو مرَّتين» وَهمٌ، ولو كان صحِيحاً لما استَدَلَّ به على أنَّ أجلَه اقترَب بخلافِ عَادتِه، والصَّوابُ ما في حَديثِ غَيرِه بعدَه وفي غَيرِ مَوضعٍ: «في كلِّ عامٍ مرَّة، وأنَّه عارَضَه العام مرَّتين».

٢٦١٩ - وفي خبرِ المُنافِقِين قولُ مُسلمٍ: «وقال عبدُ الله ابنُ أُبيٍّ لأصْحابِه: لا تُنفِقُوا على مَن عند رَسولِ الله حتَّى يَنفَضُّوا، قال زهيرٌ: وهي في قِراءَة عبدِ الله: مِنْ-خَفضٌ- حَولِه»، فيه تَلفِيفٌ واختِلافٌ بيَّناه في حَرفِ الخاء.

فصل فيما جاء من الوَهمِ في هذه الأصُولِ في حَرفٍ من القُرآنِ

استمَرَّت الرِّوايةُ عند بعضِ الرُّواةِ على خِلافِ التِّلاوةِ بها، وبعضُها استقرَّت كذلك في الأصُولِ، إما لوَهمٍ من المُؤلِّف أو ممَّن تَقدَّم من الرُّواةِ، فلم يُرِدْ مَن جاء بعدَهم تغيِيرَ ذلك وإصلاحَه، وأبقَى الرِّوايةَ على ما جاءَت علَيه، على مَذهبِ مَن كفَّ عن الإصْلاحِ في كلُّ شَيءٍ، وهو رَأيٌ … ، وإن كان غيرُهم قد ذهَب إلى إصلاحِ اللَّحنِ والخطَأ البيِّن، وقال مالكٌ: أو أنَّ إيرادَ

<<  <  ج: ص:  >  >>