للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«شَيءٍ»، ويكون هنا هو ضِدُّ العَجز، وأصلُه عند اللُّغويين الواو، لقولهم كَوُسَ، وأباه النَّحويُّون، وهو عندهم من ذوات الياء، لكن قُلِبت في الكَوُس.

وقوله: «المُكَايَسَة» هي المُحاكَرة والمضايَقَة في المساوَمَةِ في البَيعِ، وقوله: «فكان في كِيسٍ لي» بكَسرِ الكاف، الكِيسُ: وِعاءٌ مَعلُوم.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «من كِيسِ أبي هرَيرةَ» [خ¦٥٣٥٥] بكسر الكاف رَواهُ الكافَّة؛ أي: ممَّا عِندَه من العِلْم المُقتَنى في قَلبِه، كما يُقتَنى المالُ في الكِيسِ، ورَواه الأَصيليُّ بفَتحِها؛ أي: من فِقْهه وفِطْنَته ومن عندِه لا من رِوَايَتِه.

قول مُسلمٌ في عَلامَة رُوَاة المُنكَر منَ الحَديثِ: «خَالَفَتْ رِوايتُه رِوايتَهُم أو لم تَكَدْ تُوَافِقُهَا»، كذا ضبَطْناه عن شيُوخِنا، وفي بعضِ نُسخِ ابنِ ماهانَ: «أو لم يَكُونُوا فُقَهَاء»، وهو تَصْحِيف قَبِيحٌ مُفْسِدٌ للمَعنَى لا وَجْه له هنا.

فصلُ مُشكِل أسْماءِ الأمْكِنَةِ فيه

(الكَعْبَةُ) [خ¦١٢٦] هو البيت نفسُه لا غير، سُمِّي بذلك لتَكْعِيبِه، وهو تَربِيعُه، وكلُّ بناءٍ مُرَبَّعٍ كَعْبَة، وقيل: لاسْتِطالَة بنائه، وكلُّ بناءٍ أُعْلِيَ فهو كَعْبَة، ومنه: كعُبَ ثَدْيُ الجارِيَة إذا ارْتَفَع وعلا في صَدْرِها.

(كُرَاعُ الغَمِيمِ) بضمِّ الكاف وفتح الرَّاء مخفَّفة، وآخرُه عينٌ مُهملَة، مثل كُراعِ الدَّابَّة، والغَمِيمُ بفتحِ الغينِ المُعجمة وكَسر الميمِ، كذا جاء في الحديثِ، وكذا يقال، وقد ضَمَّ بعضُ الشُّعراء الغَينَ وصَغَّره، هو وادٍ أمامَ عُسْفانَ بثمانية أمْيالٍ، يُضافُ إليه هذا الكُراعُ، والكُرَاعُ: جبَلٌ أسوَد بطرَفِ الحرَّة يَمْتَدُّ إليه، والكُراعُ: ما سال من أنْفِ الجبَلِ أو الحرَّة، وكُرَاعُ كلُّ شيءٍ: طرَفُه، ومنه: أكاريعُ الدَّابَّة، و «كُرَاعُ هَرْشَى» [خ¦٤٨٩] مثلُه، وسنَذْكُر هَرْشَى في حَرفِ الهاءِ [مشكل المواضع].

(كَدَاء) [خ¦١٥٧٦] و (كُدَيَّ) و (كُدًى) [خ¦١٥٧٨] جاءت في أحادِيثِ الحجِّ والجهادِ وفتحِ مَكةَ وغيرِ مَوضِعٍ، واختَلَفَت الرِّواياتُ والتَّفاسيرُ فيها، فـ: (كَدَاءُ) مَفتوحٌ ممدُودٌ غيرُ مَصروفٍ بأعْلى مَكّةَ، وقال الخليلُ وغيرُه: (كَدَاء) يعني كما تقدَّم، و (كُدَيّ) يريد بضمِّ الكاف مُشدّد الياء جبلان قُرْب مَكةَ، الأعْلى مِنهُما هو المَمدُود، وقال غيرُه: (كُدًى) مقصورٌ مُنوَّن مَضمُومٌ الذي بأسْفَل مَكةَ، قال: والمُشدَّدُ لمن خرَج إلى اليَمَن، وليس من طريقِ النَّبيِّ في شَيءٍ.

قال ابنُ الموَّازِ: فـ: (كَدَاء) الَّتي دخَل

<<  <  ج: ص:  >  >>