أكْلاً ذَرِيعاً» أي: عَجِلاً مُسْرعاً، ومنه:«ذرَعَه القَيء» كما قال في الرِّوايَةِ الأُخْرى: «أكلاً حَثِيثاً»، وقد يقال: ذرِيعٌ بمعنَى كثِيرٍ من قولهم: فرَس ذَرِيعٌ إذا كان كَثِيرَ المَشْي، وقوله:«أخْشَى أن يكُونَ ذَرِيعَة إلى غَيرِه» أي: سَبَباً إليه.
وقوله:«وذُرُّوني في البَحرِ» * [خ¦٣٤٧٩] وفي الرِّواية الأخرى: «ثمَّ اذْرُوا نِصْفي في البَحرِ» * [خ¦٧٥٠٦] أي: فرِّقُوني فيه مُقابل الرِّيح لتَنتَشِر أجزاءُ رمادِه ويتباعدَ تفرُّقها ويتبدَّد، يقال: ذَريتُ الشَّيء وذرَوْتُه ذَرْياً وذَرْواً، وأذْرَيتُ أيضاً رُباعِيٌّ، وذرَّيتُ مشدَّداً: إذا بدَّدتَه وفرَّقتَه، وقيل: إذا طرَحْتَه مُقابِل الرِّيح كذلك، ومثلُه نسَفْتَه.
وفي حديثِ أسماءَ:«ولا تَذُرُّوا على كفَني حِنَاطاً» بفتح التَّاء كذا رويناه من الثُّلاثيِّ من ذلك؛ أي: لا تفرِّقوا، ومنه: ذَرَوْتُ الطَّعام، ومنه اشْتِقاقُ الذُّرِّيَّة عند بَعضِهم كما قدَّمناه.
الذَّال مع الكَاف
٧٧٤ - (ذ ك ر) قوله: «ما حَلَفت بها … ذاكراً ولا آثراً»[خ¦٦٦٤٧] قال أبو عُبيدٍ: ليس من الذِّكر بعد النِّسيان وإنَّما معناه: قائلاً لها، كقولك: ذكَرْتُ لفلانٍ حَديث كذا، أي: قلتُ له، كأنَّه يقول: لم أفعَلْ ذلك من قِبَل نَفسِي، ولا حاكياً عن غَيرِي.
وقوله:«وإذا ذكَرَني في مَلإٍ ذكَرتُه في مَلإٍ خيرٍ منه»[خ¦٧٤٠٥] يحتمل كونه على ظاهِرِه تشريفاً له، أو أذكره بالثَّناء عليه والرَّحمة والغُفران وقبول عَملِه.
وقوله في الحديثِ:«فإن الله تعالى يقول: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: ١٤]»[خ¦٥٩٧]، ويُروَى: ﴿لِلذِّكْرَى﴾ والذِّكرُ جاء في القُرآنِ والحَديثِ بمَعانٍ، قال الحربيُّ: لِلذِّكر سِتَّة عشر وجهاً: الطَّاعةُ، وذكرُ