للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أكْلاً ذَرِيعاً» أي: عَجِلاً مُسْرعاً، ومنه: «ذرَعَه القَيء» كما قال في الرِّوايَةِ الأُخْرى: «أكلاً حَثِيثاً»، وقد يقال: ذرِيعٌ بمعنَى كثِيرٍ من قولهم: فرَس ذَرِيعٌ إذا كان كَثِيرَ المَشْي، وقوله: «أخْشَى أن يكُونَ ذَرِيعَة إلى غَيرِه» أي: سَبَباً إليه.

٧٧٢ - (ذ ر ف) قوله: «وإنَّ عَينَيه لتَذْرِفان» [خ¦٣٠٦٣] أي: تصُبَّان دَمْعَهما، يقال: ذرَفَت عينُه الدَّمعَ تَذرفُه ذَرَفاناً وذَرْفاً وذَرَفاً وذُرُوفاً وتَذْرافاً وتذْرِيفاً وتذرِفَةً، وقيل: الذُّرُوف دمعٌ بغير بُكاءٍ.

٧٧٣ - (ذ ر و) قوله: «غُرُّ الذُّرَى» [خ¦٣١٣٣] بضمِّ الذَّال؛ أي: بيضُ الأعالي، يريد أسنِمَتها. وقوله: «على ذِرْوَة الجبل» أي: أعلاه، بكَسرِ الذَّال ويقال بالضَّمِّ أيضاً، ومثلُه: «فليَأخُذ بذِروَةِ سَنامَه» أي: أعلا جُزءٍ منه، وذُرْوَةُ كلّ شَيءٍ أعلاه، وقوله: «وأطوَلُها ذُرَاً» بالضَّمِّ منه؛ أي: أسنمتُها.

وقوله: «وذُرُّوني في البَحرِ» * [خ¦٣٤٧٩] وفي الرِّواية الأخرى: «ثمَّ اذْرُوا نِصْفي في البَحرِ» * [خ¦٧٥٠٦] أي: فرِّقُوني فيه مُقابل الرِّيح لتَنتَشِر أجزاءُ رمادِه ويتباعدَ تفرُّقها ويتبدَّد، يقال: ذَريتُ الشَّيء وذرَوْتُه ذَرْياً وذَرْواً، وأذْرَيتُ أيضاً رُباعِيٌّ، وذرَّيتُ مشدَّداً: إذا بدَّدتَه وفرَّقتَه، وقيل: إذا طرَحْتَه مُقابِل الرِّيح كذلك، ومثلُه نسَفْتَه.

وفي حديثِ أسماءَ: «ولا تَذُرُّوا على كفَني حِنَاطاً» بفتح التَّاء كذا رويناه من الثُّلاثيِّ من ذلك؛ أي: لا تفرِّقوا، ومنه: ذَرَوْتُ الطَّعام، ومنه اشْتِقاقُ الذُّرِّيَّة عند بَعضِهم كما قدَّمناه.

الذَّال مع الكَاف

٧٧٤ - (ذ ك ر) قوله: «ما حَلَفت بها … ذاكراً ولا آثراً» [خ¦٦٦٤٧] قال أبو عُبيدٍ: ليس من الذِّكر بعد النِّسيان وإنَّما معناه: قائلاً لها، كقولك: ذكَرْتُ لفلانٍ حَديث كذا، أي: قلتُ له، كأنَّه يقول: لم أفعَلْ ذلك من قِبَل نَفسِي، ولا حاكياً عن غَيرِي.

وقوله: «وإذا ذكَرَني في مَلإٍ ذكَرتُه في مَلإٍ خيرٍ منه» [خ¦٧٤٠٥] يحتمل كونه على ظاهِرِه تشريفاً له، أو أذكره بالثَّناء عليه والرَّحمة والغُفران وقبول عَملِه.

وقوله في الحديثِ: «فإن الله تعالى يقول: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: ١٤]» [خ¦٥٩٧]، ويُروَى: ﴿لِلذِّكْرَى﴾ والذِّكرُ جاء في القُرآنِ والحَديثِ بمَعانٍ، قال الحربيُّ: لِلذِّكر سِتَّة عشر وجهاً: الطَّاعةُ، وذكرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>