قالَه ابنُ قُتيبَةَ، وهذه الكَلِمات العَجَمِية فيها حرُوف لَيسَت بمَحضَة خالِصَة للألفاظ العَربِية فيُنطَق بها، وتُكتَب بالحرُوف الَّتي تقربُ منها.
وقوله:«وأسْوَأُ السَّرِقة الَّذي يسرِقُ صلاتَه» كذا الرِّواية عند الكافَّة بكَسرِ الرَّاء، وخبر المُبتدَأ مُضمَر، تقدِيرُه: سرقةُ الَّذي يسرِقُ صلاته، وعند ابنِ حَمْدين وبَعضِهم:«السَّرَقة» بفَتحِ الرَّاء، جمعُ: سارِق، مثل: كاتب وكتَبة، وعندَهم أيضاً الوَجهُ الأوَّلُ معاً، و «الَّذي» هنا على هذه الرِّواية الأُخرَى خبر «أسْوَأ».
٢٠٦٥ - (س ر و) قوله في التَّلبِين: «يَسْرُو فُؤادَ الحَزينِ، وفُؤادَ السَّقيمِ» قال أبو عُبيدٍ: أي يكشِفُ عن فُؤادِه.
وقوله:«سَرْو الشَّرَب» أي: كَنْسه وتنقيته، و «الشَّربُ» كالحوضِ في أصلِ النَّخلةِ، ويأتي بأبيَنَ في مَوضِعه، والخلاف في ضَبطِه، يقال: سَرَوت الثَّوب وسَرَيته إذا نحيتَه، ومنه قولهم:«ثمَّ سُرِّيَ عنه»[خ¦١٥٣٦] يعني الوَحيَ؛ أي: كُشِف عنه ما أصابه من غشية أو خوفٍ أو غيرِه، بالتَّخفيفِ وبالتَّشديدِ روَاه الشُّيوخُ، وهو صحيحٌ كلُّه. وقوله:«سَراةُ النَّاس» * [خ¦٤٢٥]، و «سَرَواتُهُم»[خ¦٣٧٧٧]، و «سَرَاة بني لُؤيٍّ»[خ¦٢٣٢٦]، و «سَرَوات الجِنِّ»[خ¦٥٩/ ١٢ - ٥٠٨٧]، و «نكحْتُ بعدَه رجُلاً سَرِيّاً»[خ¦٥١٨٩] كلُّها بفتح السِّين؛ أي: سادَاتُهم وأشرافُهم، من السَّرْوِ، وهي المُروءةُ والسَّخاءُ معاً، يقال منه: سَرِي الرَّجل وسَرَى وسَرُوَ سَرْواً وسَرَاوَةً، والواحدُ: سَرِي، وجمعُه: سَرِيون وأسرياء وسراة، والسَّرواتُ جمعُ: سراةٍ.
٢٠٦٦ - (س ر ي) قوله: «أسْرَينا»[خ¦٣٤٤]، و «سَرَينا مع رَسولِ الله ﷺ»[خ¦٣٦٥٢]، و «يسري»، و «ليلَةُ الإسْراءِ»[خ¦٦٣/ ٤١ - ٥٨٠٠] أي: سِرْنا ليلاً، يقال منه: سُرِي وأُسْرِي، وقد قُرِئ بهما جميعاً: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾ [هود: ٨١]، رُباعِي وثُلاثِي، والاسمُ السُّرى، ومنه:«ما السُّرَى يا جابر؟»[خ¦٣٦١] أي: ما أوجَب سُراك ومجيئك ليلاً.
وقوله:«بعَث سَرِيَّةً»[خ¦٣١٣٤] قال يعقوبُ: هي ما بين خمسةِ أنفُسٍ إلى ثلاث مائة، وقال الخليلُ: هي نحو أربع مئة، والسَّرِيةُ: الجارِيَة تُتخَذ للوَطءِ، ذكَرْناها قبل [س ر ر]؛ لأنَّ أصلهَا من السِّرِّ وهو النِّكاحُ.