للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ضمَّ قصَر، وكذا كان عند بَعضِهم، ووقَع عند ابنِ عَتَّابٍ وابنِ عيسَى من شيُوخِنا معاً، قال ابنُ السِّكِّيت: هي لُغَتان كالنُّعمى والنَّعماء، وقال بعضُهم: رَغْبى بالفَتحِ والقَصرِ مثل شَكْوى، وحكَى الوُجوهَ الثَّلاثة أبو عليٍّ القاليُّ، ومَعناه هنا: الطَّلبُ والمَسألةُ، قال شِمْر: رغَبُ النَّفسِ: سعةُ الأملِ وطلبُ الكثيرِ، يقال: بسُكون الغينِ وفَتحِها، وبضَمِّ الرَّاء وفَتحِها، والرَّغبةُ أيضاً بالفَتحِ، ورَغِبت في الشَّيء طلَبتُه وأرَدتُه.

ومنه: «رغِبوا في مَالِه وجَمالِه» [خ¦٤٥٧٤]، ورغِبتُ عنه: كرِهْته وترَكتُه، ومنه: «مَن رَغِب عن أبَيهِ فقد كفَر» [خ¦٦٧٦٨] أي: ترَك الانتِسابَ إليه وانتسَب لغَيرِه، ومثلُه: «كُفرٌ بكم أن تَرْغَبوا عن آبائِكُم» [خ¦٦٨٣٠].

ومنه قولُه تعالى: ﴿وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ﴾ [النِّساء: ١٢٧]، وقولُه في الحديثِ في تَفسيرٍ: «رَغبَةُ أحَدِكُم عن يَتيمَتِه» [خ¦٤٥٧٤]، ومنه: «ما بي رَغْبةٌ عن دِينِك» بسُكون الغَينِ.

وقوله: «يُرغِّبُ في قِيامِ رَمضانَ» أي: يحضُّ عليه، وقوله: «رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ» [خ¦٦٥٢٢] أي: طَالِبين رَاجِين، وخَائفين فَزِعِين.

وقوله: «قدِمَت عليَّ أُمِّي رَاغِبَةً» [خ¦٢٦٢٠]، وفي رِوَاية: «رَاغِبَةً أو رَاهِبَةً»، قيل: مَعنَى «رَاغِبَةً»: طامِعَة طالبةً منِّي شيئاً، وقد رُوي في كتاب أبي داودَ: «إنَّ أمِّي قدِمَت عليَّ رَاغِبَةً وهي مُشرِكَةٌ»، وفي غَيرِه من هذه الأُمَّهاتِ: «راغِمَة» بالميمِ، قيل: كارِهَة، وقيل: هارِبَة، وقيل: راغِبَة عن الإسلامِ كارِهَة له، قيل: كانت أمُّ أسماءَ من الرَّضاعةِ، وقيل: بل أمُّها الَّتي ولدَتها، وهي قُتَيلةُ بنتُ عبدِ العُزَّى قُرَشِيَّة، وهي أمُّ عبدِ الله بنِ أبي بَكرٍ أيضاً، فأمَّا أمُّ عائشَةَ وعبدِ الرَّحمن فأمُّ رُومَانَ، وأمُّ محمَّدٍ أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ، و «راغِبةً» ضَبطناه نصباً على الحالِ، ويصِحُّ فيه الرَّفعُ على خَبرِ مُبتدَأ محذُوفٍ.

٨٧٦ - (ر غ ث) «وأنتم تَرْغَثُونها» [خ¦٧٢٧٣] أي: الدُّنيا، مَعنَاه: ترضَعُونها، شاةٌ رغُوثٌ مُرضِع، ورغَثُ العَيشِ: سَعتُه وخِصبُه، وقيل: رغَث النَّاسُ فلاناً إذا اسْتَقصُوا ما عنده حتَّى نَفِد.

٨٧٧ - (ر غ م) قوله: «وإنْ رَغِمَ أنفُ أبي ذَرٍّ» [خ¦٥٨٢٧]، و «رَغِم أنفُ مَن أدْرَك أبَوَيه»، و «ترغيمٌ للشَّيطان»، و «أرْغَم الله أنْفَه» [خ¦١٢٩٩]؛ أي: ذلَّ وخَزِي، كأنَّه لصِق بالرَّغام، وقيل: معناه: كرِه، وقيل: معناه: اضطَرَب، والرَّغْمُ أيضاً: المَساءَةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>