٤٥٠ - (ح د ق) قوله: «كنَّا إذا احمرَّت الحَدَق اتَّقينا برسول الله ﷺ»«الحَدقُ» جمعُ: حَدَقة، وهو سَوادُ العين، وعبَّر به هنا عن جُملةِ العَين، وعبَّر باحمِرارِها عن شِدَّة الحربِ واحمِرارِ بياضِ العين من الغضَب، يريد أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان مُقدَّمَهم والحاميَ دونَهم؛ لفَرْط إقدامِه وشجاعتِه.
ذكَر في غيرِ حديثٍ:«الحَديقةُ»[خ¦٢٧٥٨]، و «الحدائقُ» قال صاحبُ «العين»: «الحديقةُ» أرضٌ ذاتُ شجَر، و «الحديقةُ» كلُّ روضةٍ أحدَق بها حاجِزٌ، قالوا: أصلُه كلُّ ما أحاط به البِناء، فسُمِّيت به البساتينُ، و «الحديقةُ» أيضاً: القِطعةُ من النَّخل.
ذكر في حديثِ الفواسق:«الحِدَأة» بكسرِ الحاء وفتحِ الدَّال والهمزِ مقصورٌ، وهو طائرٌ معروفٌ لا يُقال إلَّا بكسرِ الحاء، وقد جاء في بعضِ طُرُقه في الصَّحيحَين:«الحِدَأ» مقصورٌ مهموزٌ بغير تاءٍ، وهو جمعُ: حِدَأة، أو على قَصدِ التَّذكير، وفي بعضِ طُرُقه:«الحُدَيَّا»[خ¦٣٣١٤] مصغَّرٌ، وكذلك ذكَره البخاريُّ في الصَّلاة والسِّيَرِ [خ¦٣٨٣٥] في حديثِ السَّوداء غيرُ مهموز، وكذا ذكَره مسلمٌ في كثيرٍ من طُرُقه مضمومُ الحاء، على وزن فُعَيلى، وبعضُهم همزَه كذا بغيرِ تاءٍ مقصورٌ مهموزٌ، وكذا قيَّده الأَصيليُّ في آخِر حديثِ السَّوداء هناك، وقيَّده في أوَّلِ الحديث بزيادةِ التَّاء [خ¦٤٣٩]، وغيرُه قيَّدَه فيهما هناك:«حُدَيْئَة» على وزن فُعَيْلة، بسكون الياءِ مثلُ: تُميْرة، وكذا قيَّده هو في هذا الحديث في (باب أيَّام الجاهليَّة)، ولغيره هنا:«الحُدَيَّا» مقصورٌ غيرُ مهموز كما تقدَّم لبعضِ رواةِ مسلم وشيوخِه، وجاء في بعضِها:«الحُديَّاة»[خ¦٤٣٩] بالتَّاء غيرُ مهموزٍ مشدَّدُ الياء مفتوحةٌ، وفي بعضها:«الحُدَيِئَة» بكسرِ الياء وهمزةٍ بعدَها، قال ثابتٌ: وصوابُه -يريد في التَّصغير- الحُدَيْئَة على وزن فُعَيْلة، يريد مثلَ: تُمَيْرة، وقد ذكرنا أنَّه كذلك في رواية الأصيليِّ في (أيَّام الجاهليَّة)، قال ثابت: وإن شِئت ألقيت الهمزةَ وشدَّدت الياءَ فقلت: الحُدَيَّة، يريد مثلَ: عُلَيَّة، قال: