وقوله:«فدَفَع من مُزدَلِفةَ» الدَّفْعُ تكرَّرَ فيها في الحجِّ في غير حَديثٍ [خ¦١٦٨١]، ومعناه: الذَّهابُ والسَّيرُ، يقال: دَفعتِ الخيلُ إذا سارَت، والقومُ جاؤُوا بمرَّةٍ، وكذلك المطرُ، ودفعتُ إلى الشَّيءِ بلغتُه، والانْدِفاعُ المضيُّ في الأمرِ كائناً ما كان، وذكر أيضاً فيها في غيرِ الحجِّ في غَيرِ مَوضعٍ [خ¦٣٠٤١]، والدَّفْعُ أيضاً الزَّوالُ، يقال: دَفعْت الشَّيء أزلته، ودفع الوادي أيضاً انْصَبَّ في غَيرِه.
٧٣٨ - (د ف ف) وقوله: «دفَّ ناسٌ … ومن أجْلِ الدَّافَّةِ التي دفَّت»، و «دفَّت دافَّة من قَومِكم»[خ¦٦٨٣٠] كلُّه بتَشديدِ الفَاء، كلُّه من الدَّفِّ، وهو السَّيرُ ليس بالشَّديد في جَماعَةٍ.
وقوله:«تُدَفِّفان»[خ¦٩٨٧] أي: «تَضْرِبان بالدُّفِّ» * [خ¦٤٠٠١]، كما جاء مفسَّراً في الحديثِ الآخرِ، الدّفُّ الذي يُلعَبُ به، ويقال: بالفَتحِ والضَّمِّ.
وقوله:«سَمِعتُ دَفَّ نَعلَيكَ»[خ¦١١٤٩] بالفَتحِ أيضاً؛ أي: صَوت مَشيِك فيهما، وفي رِوَايةِ ابنِ السَّكنِ:«دُوِيُّ نعْلَيك»، وهو قريبٌ من مَعناهُ.
وقوله:«ما بين الدَّفَّتينِ»[خ¦٥٠١٩] بالفَتحِ يعني المُصحَف، مثلُ قولِه:«ما بين اللَّوْحَين»[خ¦٤٨٨٦]، ودفَّتا المُصحَف: ما يضُمُّه من جانِبَيه، وأصلُه أنَّ الدَّفَّ: الجنبُ بالفَتحِ، وقد تكون دَفَتا المُصحَف من خَشبٍ أو غَيرِه.
في زَكاةِ الحُبوبِ:«والنَّاسُ مُصدَّقُون في ذلك، ويُقبَل منهم ما دَفَعُوا» كذا لابنِ الفخَّار وابنِ أبي العَلاءِ بالدَّال، وعند غَيرِهما:«ما رفَعُوا» بالرَّاء، وهما صَحِيحان، مُتقارِبا المَعنَى.
في حَديثِ الجذع:«فلمَّا … دُفِع إلى المِنْبر»[خ¦٣٥٨٤] كذا لهم بالدَّال مَضمُومة، وضَبَطه بعضُهُم بفَتحِها، وعند الأَصيليِّ في الأصلِ:«رُفِع» بالرَّاء، وكتَب عليه: شِبْه الدَّال والكاف، وكذا رواه عنه بعضُهم بالدَّال، وأمَّا رُفِع أو رَفَع بالرَّاء فله وَجْه بَيِّن، وأبيَنُهما فتحُ الرَّاء؛ أي: ارْتفَع عليه، وأمَّا بالدَّال فمَعناهُ: ذهَب وسار، يقال: دَفَعَتِ الخيلُ إذا سارَت، وأمَّا «ركَع» أيضاً إن كان كذلك وصَحَّت به الرِّواية فهو أوْجَه؛ لأنَّه ﷺ لما كَمُل المنبرُ صلَّى عليه، وكذا جاء في الرِّواية الأُخْرى مُبيَّناً [خ¦٣٧٧].
وفي حَديثِ سَلمَةَ بنِ الأَكْوَعِ:«ثمَّ إنِّي دفَعْتُ حتَّى ألحقَه» كذا عند بعضِ شيُوخِنا بالدَّال، وللصَّدفيِّ والأسديِّ:«رَفَعتُ»