١٧٤ - (ب ل ا) أصلُ «بَلَى»[خ¦٦٧] بَلْ زِيدَتْ فيه الألف للوَقفِ وانْقِطاع الصَّوتِ إذ تمَّ الكَلامُ، بخِلافِ «بَلْ» إذ قد يأتي الكَلامُ مُستَأنفاً بعدَها، ثمَّ استُعمِلت كذلك مع الوَصلِ لكَثرةِ الاسْتِعمال، وقيل: زِيدَت الألف لتدُل على الإيجابِ، وقيل: الألِفُ فيها ألف تَأنيثٍ دخَلَت لتأنيثِ الكَلِمة، ولها مَوضِعان: ردُّ النَّفيِ الواقعِ قبلَها، خبراً كان أو نَهياً، وتقَع جواباً للاستِفْهام الدَّاخل على النَّفيِ، فتَنفِي النَّفيَ وترُدُّه، ولا تدخُل على المُوجِب.
١٧٥ - (ب ل ح) قوله: «فلمَّا بلَّحُوا»[خ¦٢٧٣١] أي: عجزُوا بتَشديدِ اللَّام، ويقال: بلَح بالتَّخفيفِ أيضاً، قال الأعشى:
فاشتَكَى الأوْصَال منه وبلَح
وبَلَحُ النَّخلِ -بفَتحِ اللَّام- ثَمرُها ما دام أبيَض قبل أن يَخضرَّ أو يَصفرَّ.
١٧٦ - (ب ل د) قوله: «أليسَتْ البَلْدة»[خ¦٧٠٧٨] بسُكونِ اللَّام؛ يرِيدُ مكَّةَ؛ أي: بلَدنا، وقيل: هي من أسْماءِ مكَّةَ، وقيل: من أسْماءِ منى، وفي بَعضِ النُّسخِ:«ألَيسَت البَلْدة الحرام»[خ¦١٧٤١].
١٧٧ - (ب ل ل) قوله: «غير أنَّ لكم رَحِماً سأبُلُّها ببلالِها» كذا رَوَيناه بكَسرِ الباء وبفَتحِها، مِن بَلَّه يَبُلُّه، وقال الحَربيُّ: لا تَبُلُّه عندي بالَة وبَلال بالفَتحِ، وما في السِّقاء بِلَّةٌ وبِلَال بالكَسرِ، والبِلالُ الماءُ، وذكَر البُخاريُّ في كتابِ الأدَبِ:«لكن لهم رحِمٌ أبلُّها ببَلاها أو ببلالِها … قال البُخاري: وبِلَالِها أصحُّ، وبَلَاهَا لا أعرِفُ له وجهاً»[خ¦٥٩٩٠]، وسقَط كلامُ البُخاريِّ بهذا كلِّه من رِوايَةِ الأصِيليِّ ولَفظَةُ الشَّكِّ، وليس عنده غَير:«بِلَالِها»، وما قالَه البخاريُّ صحِيحٌ، ومعنى الحَديثِ: سأصِلُها، شُبِّهَت قَطِيعَتها بالحَرارةِ تُطفَأ بالبَردِ والماءِ، وتندَّى بصِلَتها.
ومنه قوله:«بُلُّوا أرحامَكم» أي: صِلُوها، والبِلَّة بالكَسرِ البَللُ القَليلُ، ومنه:«أجِدُ البِلَّة في مَنامي»، وأمَّا بالفَتحِ فالرِّيحُ البارِدَة، وهي البَلِيلُ أيضاً.
وقوله:«حِلٌّ وبِلٌّ» مُشدَّدُ اللَّام، البِلُّ المُباح بِلُغَةِ حِميَرَ بكَسرِ الباء، وقيل: هو إِتْباعٌ، وقيل: لا يأتي الإتباعُ بواو العَطفِ، وقيل: بِلٌّ شِفاءٌ، من قولهم: بَلَّ من مرَضِه، كما قال فيها:«شِفاء سُقْم».
١٧٨ - (ب ل م) قوله: «غزوَة بَلْمُصْطَلِق» يريد بني المُصطَلق، والعَربُ تفعَل ذلك اختصاراً أو حذفاً في النِّسبةِ إلى الأسْماءِ