المُفارَقة والبُعدِ؛ أي: الَّذي بان عن قُدودِ الطِّوالِ وبَعُدَ عن شِبهِهِم، أو من الظُّهور؛ أي: الَّذي ظهَر شذُوذ طُولِه علَيهِم.
٢٢٧ - (ب ي ض) وقوله: «فلمَّا ارتَفعَت الشَّمس وابياضَّت»[خ¦٥٩٥] أي: صَفَتْ، يقال: ابيضَّ الشَّيءُ وابياضَّ وابيَأضَّ أيضاً بالهَمزِ، وكذلك في الحُمرةِ والصُّفرةِ وغَيرِها، وقد جاء في البيُوعِ:«ما تَزهُو؟ قال: تَحْمَارُّ وتصفارُّ»[خ¦٢١٩٧]، وقيل: إنَّما يقال ذلك في كلِّ لَونٍ بين لونَين كالصَّهْبةِ والرُّبْدةِ والشُّهْبةِ، يقال: منه اصهَابَّ واشهَابَّ واربَادَّ، فأمَّا الخالصُ الحُمرةِ والبياضِ وشِبْهِه فإنَّما يقال فيه: احمرَّ وابيضَّ واسودَّ إذا أرَدْت استِقْراره وتمكُّنه، فإن أرَدْت تغيُّره واستِحالته قلت فيه: افعالَّ.
وقوله:«يَسْتَبيح بيضَتَهم» أي: جماعَتهُم وأصلَهُم، مأخُوذٌ من بَيضَة الطَّائرِ؛ لأنَّها أصلُه وتحضِينُها عليه، واجتماعُه له … ، والبَيضةُ أيضاً العِزُّ، والبَيضةُ أيضاً المُلكُ.
وقوله:«يَسرِقُ البَيضةَ فتُقطعُ يدُه»[خ¦٦٧٨٣] قيل: هي بَيضَة الطَّائر المَعروفةِ، وهو مَذهَب من يقطَع في القَليلِ والكَثيرِ، وقيل: هو على ضَربِ المثَلِ للقَليلِ، وإنَّ العادَةَ تحمِلُه إذا سرَق البيضَةَ على سِرْقةِ ما هو أكثَر منها، فتُقطَع يده، وقيل: المُرادُ بيضَةُ الحديدِ الَّتي لها قِيمَةٌ.
وقوله:«وأعطِيتُ الكَنْزينِ الأبيضَ والأحمرَ» قيل: هما الفِضَّة والذَّهب، وقيل: مُلك كِسرَى وقَيصَر، لقَولِه في الحَديثِ الآخَرِ:«ولتُنفَقَنَّ كنوزُهما في سَبيلِ الله»[خ¦٣١٢٠]، ولقوله:«لَتفتَحَنَّ عصابةٌ من المسلمينَ كنزَ كِسرَى الأبيضَ»، ولقوله:«إنِّي لأبصرُ قصرَ المَدائنِ الأبيضِ»، وفي الشَّامِ:«قصورها الحُمر».
وذكر في الحديثِ في بيعِ الطَّعامِ:«البَيضَاء» جاء تَفسِيرها في حَدِيث سُفيانَ أنَّه: الشَّعيرُ، وقال الدَّاوديُّ: هي البيضاء من القَمحِ، وقال الخَطَّابيُّ: البَيضاءُ الرّطبُ من السُّلْتِ كُرِهَ بيعه باليابسِ منه، وقال الدَّاوديُّ: هو مُقتضَى قوله في «المُوطَّأ»: «الحِنطَة كلُّها البَيضَاء والسّمراء والشَّعير»، فقد جعلَها غير الشَّعير، وهي المَحمُولة، وهي حِنطَة الحِجاز، ويدُلُّ عليه قوله:«ثلاثةُ آصعٍ من البَيضاءِ بصاعَين ونِصْف من حِنطَة شامِيَّةٍ».
وقوله:«رأَى رجُلاً مُبَيِّضاً» بفَتحِ الباء وكَسرِ الياء كذا ضبَطْناه على أبي بَحرٍ؛ أي: لابسُ بياضٍ، قال ثعلَبٌ: يقال: هم المُبيِّضة والمُسوِّدة، وضبَطَه غيرُه «مُبْيَضَّاً»، وهو أوْجَه هنا؛ لأنَّه إنَّما قصَد إلى صِفَته في ذاتِه.