وقوله في خبَرِ الذِّئبِ:«من لها يومَ السَّبُع»[خ¦٢٣٢٤] كذا رَوَيناه بضمِّ الباء، قال الحربيُّ: ويُروَى بسُكُونها، يريد «السَّبُع»، وقرَأ الحسَن: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ [المائدة: ٣] بالسُّكون، وقال ابنُ الأعرابي:«السَّبْع» المَوضِع الَّذي عِندَه المَحشَر، أراد من لها يوم القِيامَة، وبعضُهم يقول في هذا «السَّبْع» بالسُّكون، وأنَّه يوم القِيامَة، وأنكَر بعضُهم هذا، وقيل: يحتَمِل أنَّه أراد يوم السَّبع يوم أكلي لها، يقال: سَبَعَ الذِّئبُ الغنمَ: أكلَها، وقيل: يوم السَّبع: يوم الإهمال، قال الأصمعيُّ: المُسبعُ: المُهمَل، وأسبَع الرَّجل غلامَه إذا ترَكَه يفعَلُ ما يشاء، وقال الدَّواديُّ: معناه إذا طرَدَك عنها السَّبُع، فبقِيتُ أنا فيها أتحكَّم دونك لفِرارِك منه، وقيل: يوم السَّبْع-بالسُّكون-: عيد كان لهم في الجاهِليَّة، يجتَمِعون فيه لِلَهوِهم، ويهملون مواشيهم فيأكلها السَّبعُ.
قال القاضي: حدَّثنا الغسَّانيُّ حدَّثنا الحكمُ بنُ محمَّدٍ سمِعتُ أبا الطَّيبِ بنَ غليُونَ سَمِعتُ أبا بكرِ بنَ جابرٍ الرَّمليَّ سمِعتُ إسماعيلَ بنَ إسحاقَ القاضيَّ سمِعتُ عليَّ بنَ المَدينيِّ سمِعتُ مَعمَر بنَ المُثنَّى يقول في حَديثِ النَّبيِّ ﷺ هذا: ليس هو السَّبُع الذي يسبَع النَّاس، إنما هو عيد في الجاهِليَّة يشتَغِلون فيه بأكلِهِم ولعبهم، فيجيء الذِّئبُ فيأخذ غنَمَهم.
وقال بعضُهم: إنَّما هو السَّيع بالياء باثنتَين تحتَها؛ أي: يوم الضِّياع، يقال: أسعت وأضعت بمعنًى.
وقوله:«صلَّى النَّبي ﷺ سبعاً جَمِيعاً وثمانِياً جَمِيعاً»[خ¦٥٦٢] يريد جمَع المَغرِب والعشاءَ، وجمَع الظُّهرَ مع العَصرِ.
٢٠٢٦ - (س ب غ) قوله: «سابغ الألْيتَينِ»[خ¦٤٧٤٧] قال صاحبُ «العين»: أي قبيحهما، يقال: عجِيزَة سابِغَة، وألية سابِغَة؛ أي: قبيحة.
قال القاضي ﵀: وقد يكون سبُوغُ الأليتين هنا كِبرهُما أو سعتهُما، ومنه: ثوبٌ