وقد قال بعضُهم:«شَجْري» بالجيمِ والشِّينِ، وقال: معناه هكذا وشبَّك أصابعه، يعني بين ذِراعي وضَمَّها إيَّاه إلى صَدرِها.
وقوله:«إنَّ مِن البَيانِ لَسِحْراً»[خ¦٥٧٦٧] فيه وجْهانِ:
أحدهما: أنَّه أورَدَه مورِد الذَّمِّ، فشبَّهه بعَملِ السِّحرِ، لغلَبتِه القُلوب، وخَلبِه الأفئِدَة، وتَزيِينِه القَبِيح، وتَقبِيحِه الحسَن، وأصلُ السِّحرِ-في كَلامِ العَربِ-: الصَّرفُ، ومنه: سحرَك فلانٌ؛ أي: صرَفك وصيَّرك كمن سُحِر، ويشهَدُ له قوله:«ولعلَّ بعضَكم أن يكون أَلْحن بحُجَّته من بعض … فمن قَضَيت له بشيءٍ من حقِّ أخيه … فإنَّما أقطَعُ له قِطعةً من النَّار»[خ¦٦٩٦٧]، أو يكتَسِبُ به صاحِبُه من الإثمِ ما يكتَسِبُه السَّاحرُ بعَملِه.
الوَجهُ الثَّاني: أنَّه ورَد مورِد المَدحِ؛ أي: تُمال به القلُوب، ويُترضَّى به السَّاخط، ويُستَنزل به الصَّعبُ، ويَشهَد له قوله في نَفسِ الحديثِ:«إنَّ من الشِّعرِ لحِكْمة»[خ¦٦١٤٥]، ولذلك قالوا فيه: السِّحرُ الحَلالُ.
وذكر:«السَّحُور»[خ¦١٩٢١] هو بفتحِ السِّين، اسمُ ما يُؤكَل حينَئذٍ، وكذلك الفَطورُ: اسمُ ما يُفطَر عليه حينَئذٍ، وبالضَّمِّ اسم الفعل، وأجاز بعضُهم أن يكون اسم الفِعْل بالوَجهَين، والأولُ أشهَر وأكثَر، وسَحَرٌ: الوَقتُ المَعرُوف من آخر اللَّيلِ، متى جاء سَحَرٌ غير مُعيَّن صُرِف، كما قال تعالى: ﴿نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ﴾ [القمر: ٣٤]، وقال ثابتٌ: ويقال: بسَحرَ أيضاً غير مَصرُوف، فإذا أرَدْت سَحَرَ يومك لم تُصرَف جُملَة.
وقوله:«كان في سَفرٍ فأسْحَر» أي: قام من السَّحَر وسار فيه.
٢٠٤٢ - (س ح ك) قوله في حَديثِ المُحرَّق: «اسحَقُوني أو قال: اسحَكُوني»[خ¦٧٥٠٨] كذا في بَعضِ الرِّواياتِ، وهما بمعنًى، وفي رِوايَةٍ عن أبي ذرٍّ:«أو قال: اسكهوني»، وفي بابٍ آخَر:«اسهكوني»[خ¦٦٤٨١]، وهو بمعنى:«اسحَقُوني»، وفي رِوايَةٍ:«أو اشحَطُوني» وهذا لا وَجْه له، وكذلك من قال:«اسكهوني» بتَقديمِ الكافِ.
٢٠٤٣ - (س ح ل) قوله: «كُفِّن في ثلاثة أثْوابٍ بِيضٍ سَحُولِية»[خ¦١٢٦٤] بفَتحِ السِّين وضمِّ الحاء، قيل: هي مَنسُوبة إلى قريَةٍ باليَمنِ يقال لها: سَحُول، وقال ابنُ حَبيبٍ وابنُ وَهبٍ: السَّحول: القُطنُ، وقال ابنُ الأعرابي: هي بيضٌ نقِيَّة من القُطنِ خاصَّة، قال: والسحلُ الثَّوبُ النَّقيُّ من القُطنِ، وقد جاء في البُخاريِّ في (باب الكَفنِ