١١٢٥ - (ل ب س) قوله: «جاءه الشَّيطانُ فلَبَسَ عليه»[خ¦١٢٣٢] بباء مفتوحةٍ مخفَّفةٍ، وقد ضبطه بعضُهم بتشديدها، والفتحُ أفصحُ. قال الله تعالى: ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٩] أي: خلَطَ عليه أمرَ صلاتِه، وشبَّهها عليه. ومنه قوله:«مَنْ لَبَسَ على نَفْسِهِ لَبْساً جَعَلْنا لَبْسَه به، لا تَلبِسوا على أنفُسِكم» بالتَّخفيف في جميعها لشيوخنا في «الموطَّأ»، وفي رواية الأَصيليِّ في الآخر بالتَّشديدِ.
قوله:«ذَهبْتَ ولم تلبَسْ منها بشيءٍ» يعني الدُّنيا.
قوله:«لُبِسَ عليه» أي: خُلِطَ وعَمِيَ أمرُه عليه، ومنه قوله في خبر ابنِ صيَّادٍ:«فلَبَسَني» بتخفيف الباء؛ أي: جعلني ألتبِسُ في أمرِه.
قوله:«نهى عن لِبْسَتَينِ»[خ¦٥٨٤] فسَّرهما في الحديث، هو بكسر اللام؛ لأنَّه من الهيئة والحالةِ في اللِّباسِ، وقد رُوِيَ بضمِّ اللام على اسم الفعلِ، والأوَّل هنا أوجَهُ.
قوله:«ائتوني بثيابٍ خَمِيصٍ أو لَبيسٍ»[خ¦٢٤/ ٣٣ - ٢٢٧٩] هو ما لُبِسَ من الثِّياب، وتقدَّم تفسيرُ الخَمِيص.
قوله في التُّرْكِ:«يلبَسونَ الشَّعَر»، وفي الحديث الآخر:«يمشونَ في الشَّعَر» يحتَمِلُ أنَّه على ظاهره أنَّ لباسَهم من الشَّعَر، ويَحتَمِلُ أنَّه تفسيرٌ لقوله:«يَنتَعِلونَ الشَّعَر»[خ¦٣٥٩٢] أي: إنَّها نعالُهم من حِبالٍ وضَفائرَ من شَعَرٍ، ويَحتَمِل أنَّ المرادَ بذلك كثرةُ شعورِهم حتَّى تُجلِّلَ أجسامَهم.
وذكر في الزَّكاة:«اللُّوبياء» ممدودٌ، وهو حَبٌّ معروفٌ.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:«فإنَّه يُبْعَثُ يومَ القيامةِ مُلَبِّداً» كذا ذكره البخاريُّ [خ¦١٢٦٧] في حديث أبي النُّعمانِ في كتاب الجنائزِ، بمعنى تلبيدِ الشَّعَرِ على ما تقدَّم، وكذا ذكره مسلمٌ من رواية محمَّد بن صَبَّاحٍ عن هُشَيمٍ وروايةِ يحيى بن يحيى وغيرِه عن أبي بشرٍ عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، والذي جاء في سائر المواضِعِ فيهما وفي غيرهما: بالياء، من التَّلبيةِ [خ¦١٢٦٥]، وهو أصحُّ وأشبهُ بمرادِ الحديثِ، وأشهرُ في الرِّوايةِ مع ما جاء في الرِّواياتِ الأُخَرِ:«يلبِّي»[خ¦١٨٤٩] فارتفعَ الإشكالُ؛ لأنَّ النَّبيَّ ﷺ إنَّما نهاهُم عن تغطية رأسه؛ لأنَّه يُحشَرُ يلبِّي، فيجب أن يُترَكَ بصفةِ الحاجِّ المُحرِم، وليس للتَّلبيدِ هنا معنى.